الحاكم الأول: صباح الأول بن جابر الصباح
الشيخ صباح بن جابر الصباح (وفاه 1776)، أول حاكم للكويت. اختلف المؤرخون على تاريخ بداية حكمه، ولكنهم اتفقوا على اختيار أهل الكويت له حين شعروا بالحاجة إلى أن يؤمر عليهم أمير منهم يكون مرجعًا لهم في حل المشكلات والفصل في القضايا والخلافات فوافقهم، وكان يستشير كبار قومه في المهم من الأمور، وله السمع والطاعة فيما يقضي به من حق أو ما يأمر به من أحكام الشريعة الإسلامية
أهم الأحداث في عهده
دام حكمه على الكويت مدة تقارب الثلاثين عامًا، غير أن التاريخ لم يحفظ من سيرتة ولا من الحوادث الهامه غير البسيط منها التفاوض مع شركة الهند الشرقية الهولندية والممثله بمديرها البارون بنهاوزن في عام 1758، غير إنه لم يوفق لما أراد.
الحاكم الثاني : عبد الله بن صباح بن جابر الصباح
الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر الصباح (1740 - 3 مايو 1814)، حاكم الكويت الثاني. تولى عام 1776 بعد وفاة والده الشيخ صباح على الرغم من كونه أصغر اخوته إلا انه كان يتصف بسرعة البديهة وصفاء الذهن والكرم وحسن السيرة والشجاعة.
حياته
قضى في إدارة شؤون الحكم في الكويت ما يقارب تسعة وثلاثين عام، أنهى القسم الأخير منها بإصلاح البلد إلى أن توفي في يوم الخميس الموافق 12 جمادى الأولى عام 1229هـ هجرية الموافق 3 مايو 1814 بعد أن ناهز عمره على المائة عام.
أهم الأحداث في عهده
هجرة آل خليفة والجلاهمة: في عام 1766 عرض الشيخ محمد آل خليفة عليه أن يسمح له ولعشيرته بالانتقال من الكويت، وقد قوبل عرضه بالإيجاب فأستقروا في الزبارة بالقرب من قطر والبحرين على شاطئ الخليج العربي. وتبعهم بعد ذلك الجلاهمة.
فتح البحرين في عام 1783: وقعت في قرية سترة في البحرين حادثة بين أتباع آل خليفة وأهالي المنطقة أدت إلى تدخل آل مذكور الذين جهزو سفن حربية من بوشهر ورافقتها سفن بني كعب، وكانت تحتوي على خمسة آلاف مقاتل، فضربوا الحصار على المدينة ودارت معركة كبيرة الوطيس بين الطرفين، وأتت نجدات بحرية من الكويت إلى آل خليفة، فأشتركت بمداهمة سفن القيادة لتلك الحملة واستولت على أسلحتهم وأموالهم، ثم حاصر الأسطول الكويتي قلعة المنامة وإشتركت مع قوات الزباره في احتلال ما بقي من مدن البحرين وقراها وخلصوها من أيدي آل مذكور وعين آل خليفه حكام عليها.
معركة الرقة عام 1783[2] بينه وبني كعب، وكانت معركة الرقة في ساعة الجزر وصادف سكون الهواء بصورة مفاجئة حتى تعذر على السفن الكعبية الضخمة المسير واستوت على الطين، فدهم الكويتيون بسفن صغيره وهاجمو جميع السفن وانتصروا في تلك المعركة.
لجوء مصطفى آغا متسلم البصرة إلى الكويت في عام 1789.
انتقال شركة الهند الشرقية إلى الكويت أثناء فترة حصار كريم خان زند للبصرة.
غزوة إبراهيم بن عفيصان (أحد قادة الأمير عبد العزيز السعود) للكويت في عام 1793، وأسفرت عن مقتل ثلاثين رجلًا من أهالي الكويت والاستيلاء على أسلحتهم وماشيتهم.
انتقال المخزن التجاري البريطاني من البصرة إلى الكويت في عام 1793 ولمدة عامين.
بناء سور الكويت الأول حول مدينة الكويت في عام 1797 بعد أن باتت الكويت مهدده من جهة الجنوب بغزوات نجد ومن الشمال بهجمات المنتفق.
حصار عبد العزيز بن محمد بن سعود للكويت بعد أن قطع عنهم الماء والزاد عام 1797.
الحاكم الثالث: جابر بن عبد الله الصباح
الشيخ جابر بن عبد الله الصباح (1770 - 1859)، حاكم الكويت الثالث. تولى الحكم بعد وفاه أبيه الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر الصباح وكانت فترة حكمه الأطول بتاريخ الكويت إذ إنه حكم ما يقارب الأربعين عامًا من 1814 إلى 1859.
صفاته
كان عاقلاً حليمًا حازمًا وكريمًا ويضرب بكرمة المثل، حتى أن الكويتيين أطلقوا عليه اسم جابر العيش (العيش باللهجة الكويتية يعني الرز) وذلك لأنه كان يقوم بعمل الموائد للفقراء بجانب قصره على الرغم من قله موارده المالية.
أهم الأحداث التي حدثت في عهده
مساعدة الحكومة العثمانية على تحرير البصرة والمحمرة من قبيلة بني كعب حين أغارت عليهما واحتلتهما.
الاتفاق مع ممثل إبراهيم باشا على تسهيل مرور القوافل والسفن المصرية التي قد تدعوها الحاجة إلى المرور بالكويت، وكان ذلك في عام 1822.
لجوء ضامر بن حويمد إلى الكويت عام 1826 بعد أن كانت الإضطرابات ضاربة أطنابها في سوريا. وعلى الرغم من مطالبة مصطفى باشا بضامر وعائلته إلا أنه رفض أن يسلم من استجار به وطلب حمايته.
رفض طلب من الإنجليز الذين جاءوا إلى الكويت وحاولوا إقناعه برفع الراية الإنجليزية أو السماح لهم بالبناء في الكويت أو إعطاء تعهد بأنه سيعامل الدولة العثمانية بمثل هذه المعاملة إذا لم يستجب لهم وأعلن أن كل أمر يتعلق بالكويت مرهون بمصلحتها وحدها.
الإشتراك في معركة المحمرة عام 1837 والتي دامت لمدة ثلاث أيام بقيادة علي رضا باشا.
لجوء عمر بن محمد بن عفيصان إلى الكويت سنة 1836.
لجوء خالد بن سعود إلى الكويت بعد أن نافسه على إدارة بلاد نجد ابن عمه عبد الله الثنيان آل سعود، حيث بعد أن تفرق عنه أكثر أتباعة ورجاله إلتجئ عنده. لكنه لم يلاق ما كان يتوقع من الإكرام لأن أهالي الكويت لم يكونوا مرتاحين لعلاقته القوية مع العثمانيين، فلم يطل إقامته في الكويت فتركها إلى القصيم ثم إلى مكة.
توقيع معاهده حفظ السلام في البحر ومكافحة تجارة الرقيق في عام 1841 مع الحكومة البريطانية ولمدة سنه، على أن يعاد النظر في تجديدها عند إنتهائها، وتعتبر هذه المعاهدة من أوائل الوثائق في العلاقات الكويتية مع الدول الأخرى.
عزم بندر السعدون غزو الكويت في عام 1844.
عرض الحماية البريطانية على الكويت أثناء المناوشات بين فارس وبريطانيا لغرض الاستيلاء على المحمرة.
تمديد سور الكويت.
استقبلت الكويت في عهده ثلاثة من الرحالين الغربيين وهم:
بكنجهام.
ستوكويلر.
الكابتن بلي. وهو المقيم الإنجليزي في الخليج.
وقد لفت نظرهم استقرار الكويت وازدهار تجارتها خلافًا لجيرانها، حيث تغيرت حكومات مجاورة وتبدلت أحوال كثيرة تبعًا لذلك بينما ظل النظام بالكويت مستقرًا.
الحاكم الرابع: صباح جابر الصباح
الشيخ صباح بن جابر بن عبد الله الصباح (توفي بعام 1866)، حاكم الكويت الرابع. تولى الحكم بعد وفاه والده الشيخ جابر بن عبد الله الصباح بعام 1859 وكانت فترة حكمه قصيره. وفي فترة حكمه احتفظ بالسلطة السياسية وترك السلطة القضائية إلى القاضي حيث كان يتولاها وحده وبدون تدخل منه. كما اتسعت التجارة في عهده وكثرت أموال الكويت. وعندما أراد أن يضع رسومًا جمركية على البضائع الخارجة من الكويت قال له التجار: "لا تجعل على أموالنا ما لم يجعله أبوك ولا جدك من قبل" لكنه كان طيبًا ويريد إقناعهم برأيه لكنهم لم يقتنعوا ولكنهم قالوا له أن اموالهم ستكون وقفًا على ما تحتاجه الكويت فوافقهم على ذلك.
ما قاله الكولونيل بلي عنه
لفت نظر الكولونيل "بلي" حين زار الكويت مره ثانية في عام 1865 بسعة أفقه وإطلاعه على ما يجري خارج الكويت من أمور لها صلة بالأحداث في أوروبا والعالم وكان ذلك من خلال صحيفة عربية كانت تصدر في باريس وترسل إليه حافلة بالأخبار الأجنبية والمحلية.
حداث حصلت بعهده
هجوم عبد الله آل سعود على قبيلة العجمان فلجؤوا إلى الكويت، فأرسل عبد الله آل سعود رسولًا يطلب منه أن طرد العجمان، لكن الرسول أساء التعبير فقال له ان معزبك (وتعني سيدك) يأمرك بإخراج العجمان، فغضب وأمر باستنفار أهل الكويت لقتال عبد الله آل سعود. لكن الخبر وصل إلى عبد الله فاظهر أسفه وبادر إلى الاعتذار عن سوء تصرف رسوله.
الحاكم الخامس: عبد الله الثاني الصباح
عبد الله بن صباح الصباح والملقب بعبد الله الثاني الصباح (1814 - 29 مايو 1892)، حاكم الكويت الخامس من عام 1866 إلى عام 1891. ولد في العام الذي توفي فيه جده الشيخ عبد الله الصباح عام 1814. وتولى إمارة الكويت بعد وفاة أبيه الشيخ صباح جابر الصباح عام 1866.
صفاتة الشخصية كما رواها الرحالة
وصف بإنه طويل القامة، مفتول العضلات، لطيف الملامح، ذا لحية طويلة بيضاء، ويبدو على وجهه ملامح الذكاء. وكان عذب أدب في كلامة وعاداته. يلبس الملابس عربية من الحرير الفاخر ويرتدي العبائة ذات اللون الأرجواني موشاة بغرازة من الذهب ويداه تشعان بالألماس. وفي وشاحة الحريري الأبيض الذي يلفه حول وسطة كان قد غمس خنجراً صغيراً ذا قبضة من الذهب الصلد وقد طعم باللؤلؤ والفيروز والياقوت والزمرد. كما كان واسع الحلم محبال للإصلاح مكرها لسفك الدماء ميالاً للجد والإخلاص، غير مخادع ولا موارى.
أهم الأحداث في عهده
أول حاكم للكويت يسك عملة كويتية عليها اسم الكويت وذلك عام 1866.
حدوث سنة الهيلق عام 1867 حين تعرضت الكويت إلى مجاعة حتى اضطر أهل الكويت إلى أكل ذمام البهائم التي تذبح، وإستمر الحال على مدى ثلاث أعوام. وقد فتح خزائنة أمام الكويتيين ليرفع عنهم الضائقة.
مواجهة قبيلة النصار عام 1869 بعد تمردهم شيخ المحمرة جابر بن مرداو، حيث أرسل عشرين سفينة مليئه بالرجال لنجدته حين إستنجد به إثر النزاع الذي أدى إلى قتال مع قبيلة "النصار" الواقعة تحت إمرته. كما أرسل جيشًا بعد ذلك لإرغامهم على تنفيذ وعدهم حين نكثوا به، وكان قد ضمنهم في ذلك لدى شيخ بني كعب وأمير المحمرة.
لجوء الشيخ محمد آل خليفة إلى الكويت.
مساعدته للدولة العثمانية للاستيلاء على الإحساء، حيث تولى قيادة ثمانون سفينه بحرية كويتية عام 1871 (نزلت بعد ذلك في رأس تنورة) بالإضافة إلى تسيير جيش من البر بقيادة أخيه الشيخ مبارك الصباح. وتظهر السجلات البريطانية الرسمية إن الكويت كانت تحتفظ بأسطول تجاري وحربي في حقبته، حيث كان عدد السفن الكويتية التي شاركت بها الكويت في الحملة العثمانية إلى الإحساء عام 1871 ما بين 300-400 سفينة.
في عام 1873 إشتد النزاع بين الأخوين الأميرين سعود وعبد الله ولدي الأمير فيصل آل سعود فانتقل الأمير عبد الله إلى الكويت ما أدى إلى عزم الأمير سعود الفيصل على غزو الكويت، ولكن تراجع بعد خروج جيش من الكويت بقيادة مبارك الصباح.
عقد علاقات طيبة مع الأتراك والبريطانيين وذلك ليضمن استقلال الكويت.
الحاكم السادس: محمد بن صباح الصباح
الشيخ محمد بن صباح الصباح (1838 - 17 مايو 1896)، حاكم الكويت السادس. تولى حكم الإمارة بعد وفاة أخيه الشيخ عبد الله. كان رقيق القلب بعيدًا عن الشر محبًا لقومه، أول عمل قام به بعد توليه شؤون الحكم في الكويت إن جعل أخيه جراح شريكًا له في إدارة شؤون البلد مشاركة غير رسمية ترضية له. قتل على يد شقيقه الشيخ مبارك عام 1896 بعد نشبت الخلافات بين الشيخ مبارك وأخويه وأغلقت في وجهه كافة أبواب الإصلاح.
أهم الأحداث في عهده
غارة ماجد الدويش على الكويت عام 1892 تصدى لهم الشيخ مبارك الصباح.
نجدة شيخ الظفير إثر خلاف بين زعماء القبائل بقيادة الشيخ مبارك الصباح عام 1892.
اشتراك الجيش الكويت بقيادة الشيخ مبارك الصباح بالحملة العثمانية ضد أمير قطر الشيخ قاسم بن ثاني عام 1892.
إعتداء فخذ السعيد من الظفير على الكويت عام 1893، لكن أدركهم الشيخ مبارك الصباح وتمكن من استعادة كافة الغنائم.
تعدي بني هاجر على سفن كويتية عام 1894، فشكل جيش ضم قبيلة العجمان بقيادة الشيخ مبارك الصباح حتى أدركوهم في القطيف، ففتك بهم وإسترد كل ما إستولوا عليه من أموال.
رفض عروض من الحكومة البريطانية لإمتلاك ميناء في الكويت
الحاكم السابع: مبارك الصباح
الشيخ مبارك بن صباح الصباح (1844 - 28 نوفمبر 1915)، حاكم الكويت السابع والمؤسس الحقيقي لها. تولى حكم الكويت في 17 مايو 1896 ولُقب بمبارك الكبير. ازدهرت الكويت في عهده تجاريًا، وشيدت فيها أولى المدارس النظامية، كما شُيد في عهده أولى المستشفيات الطبية. وتنص المادة الرابعة من الدستور الكويتي بأن جميع حكام الكويت من بعده هم من ذريته بأبنائه وأبناء أبناءه.والدته هي لولوه بنت محمد بن إبراهيم الثاقب ابنة أمير الزبير.
حياته
ولد في مدينة الكويت، وعند بلوغه الخامسة من عمره بدأ بالتعلم، حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم إلى جانب تعلمه لبعض مبادئ الحساب؛ وعندما بلغ الثانية عشر بدأ بتعلم الرماية وركوب الخيل.وعند بلوغه تولى المهام العسكرية في بادية الكويت تحت حكم أخيه الأكبر الشيخ عبد الله بن صباح الصباح حتى وفاته عام 1892، ثم تولى الإمارة أخوه الآخر محمد بن صباح الصباح.
في عام 1871 استولت القوات العثمانية على القطيف والأحساء، وشاركت الكويت في الحملة البحرية بثمانين سفينة بقيادة حاكم الكويت الشيخ عبد الله بن صباح الصباح، وقوات برية ترأسها الشيخ مبارك. وفي عام 1892 قاد حملة عسكرية بأمر من الشيخ محمد بن صباح الصباح على ماجد الدويش بسبب مهاجمته بعض القبائل في الكويت، وفي نفس العام، قاد قوات دعم إلى رئيس قبيلة الظفير ابن سويط لدعمه في حربه على أحد قادة ظفير المتمردين على سلطته، وفي 1893 رأس الجيش الكويتي المرسل مع قوات الدولة العثمانية إلى شيخ قطر،وفي نفس العام، قاد حملة عسكرية كان قد أمر بها شيخ الكويت ضد السعيد من الظفير الذين اعتدوا على قبائل كويتية، وقد تعقبهم حتى وصل إلى منطقة الخنقة وهزمهم واسترد كافة الممتلكات المسروقة، وفي عام 1894 قاد قوة كويتية أرسلت لتلحق بني هاجر التي اعتدت على سفن كويتية واستولت على ما فيها، ولحقهم حتى وصل إلى القطيف وهزمهم واسترد جميع الممتلكات.
توليه الحكم
عندما تولى الشيخ محمد الحكم في 1892 خلفًا لأخيه الأكبر الشيخ عبد الله، استمر مبارك في مسؤولياته في شؤون بادية الكويت، بينما تولى شقيقهما الشيخ جراح الشؤون المالية، إلا أن الخلافات نشبت بينه وبين أخويه والتي انتهت بقيامه بقتل أخويه في 17 مايو 1896،[8] وقد جلس بعدها في الديوان العام ودعا أعيان الكويت في مجلسه وأخبرهم بوفاة أخويه، وقد ذكر عبد العزيز الرشيد ذلك اليوم فقال:
لقد برز وهو يمسح الدموع من عينيه ولا ندري أي دموع، أدموع الفرح والسرور أم دموع الأسى والحزن وقد يكون للسرور دموع كما للأسى.
وبعد مراسم الدفن بويع الشيخ مبارك حاكمًا للكويت.وقد وصف معاصره عبد العزيز الرشيد فترة حكمه في تاريخه: مبارك هو الكويت بأسرها وهو الذي رفعها على سواها من أترابها وأطار صيتها في سائر الأقطار، مبارك هو الذي ترك اسمها يجوب العواصم والمدن ويتخلل الأندية والمؤتمرات، فبه أشتهرت، وبه زهت، وكان عصرها في أيامه عصر الأمن والدعة، عصر القوة والهيبة، فقدت بفقده شجاعًا لا يهاب الموت والردى.
وقال الشيخ محمد بن مصطفى بن محمد بن عزوز المكي الحسني عن حكم مبارك الصباح: الكويت في هذا الزمان تساوي البصرة في الشهرة فكل من خاض في السياسة يعرف الأمير مباركاً آل صباح ويعرف بلده الكويت لأن الكويت اشتهرت به.
الخلاف مع الدولة العثمانية
بعد أن بويع الشيخ مبارك في الكويت، دخلت الكويت في نزاع مع الدولة العثمانية، حيث أرسلت دائرة الكتاب في قصر يلدز مقر الحكومة العثمانية في إسطنبول إلى والي البصرة حمدي باشا في 18 يونيو 1896 تستفسر عن الأوضاع في الكويت وتلومه عن حجب الأخبار عن القصر اجاب الوالي أنه أطلع وزارة الداخلية العثمانية بالأحداث في الكويت وعن قيام مبارك بقتل شقيقه الأكبر محمد والأصغر جراح وعن ما يجدر القيام به من إجراءات للاستفادة من هذه الفرصة لجعل الكويت تحت الحكم بالمباشر، وبين الوالي أن الولاية لم تقدم على عمل أي شيء سوى الأنتظار لما يصدر من أمر حول ما تم عرضه.في يونيو 1896 أرسل مبارك الصباح برقية إلى الصدر الأعظم في إسطنبول يشكو فيها والي البصرة وتهديده له بأخذه إلى البصرة سجيناكما لحق ذلك عدة برقيات أرسلت عن طريق بغداد والسماوه بعد أن منع حمدي باشا أرسال البرقيات من البصرة. في سبتمبر تم عزل والي البصرة حمدي باشا وتعيين عارف باشا محله.من جهته قام يوسف الإبراهيم بتحريض الدولة العثمانية بأن مبارك الصباح يميل إلى جانب البريطانيين وأنه، أي يوسف الإبراهيم، يريد أن يعيد الكويت إلى نفوذ السلطة العثمانية، وقام مبارك بالتواصل مع القنصل البريطاني في البصرة والمقيم البريطاني السياسي في بوشهر ووعدهم بأنه سيطلب الحماية البريطانية للكويت إذا تدخل العثمانيون لإنهاء حكم مبارك الصباح، وقد مال إليه البريطانيون بسبب رفضه قبول حامية عسكرية عثمانية أو مندوب سياسي عثماني، ولم تنته هذه الأمور إلا بعد وفاة يوسف بن عبد الله الإبراهيم في 12 مارس 1906.خلال الفترة ما بين عاميّ 1899 و1901 كانت الدولة العثمانية أمام خيارين، الأول هو استخدام العنف في مواجهة طموح الشيخ مبارك والآخر هو استخدام الدبلوماسية لحل الخلافات بينهم وبينه، ففي عام 1899 أرسلت الدولة العثمانية نقيب أشراف البصرة إلى الكويت لكي يفهم مبارك الصباح بالأطماع الخارجية على الكويت، وأنه يجب أن يلتزم الطاعة للدولة العثمانية. وفي العام نفسه أرسلت مذكرة رئيس الكتاب في الديوان الهمايوني بأنه على مبارك الصباح أن يفهم بأن نجاح الإنجليز في السيطرة على الكويت سيضر الإسلام أضراراً كبيرةً وأن عليه أن يقوم بالدفاع عن الإسلام وعدم الاعتماد على الدولة الأجنبية، وفي 31 يناير 1900، أرسل والي البصرة تحسين باشا مذكرة إلى وزارة الداخلية العثمانية مؤكداً فيها ولاء مبارك الصباح للدولة العثمانية وأنه يطالب بإعطاء مبارك لقب أمير الأمراء وأن يعطى وساماً مناسباً له وأن تعود الدولة العثمانية إلى إعطائه المنحة السنوية التي قطعت عنه، وقد أرسلت السلطات العثمانية السفينة الحربية زحاف إلى الكويت، وعندما نزلت إلى الكويت جاءه قبطان السفينة الحربية الإنجليزية وأخبره بأن الكويت تحت الحماية البريطانية، وفي اليوم التالي التقى قائد سفينة زحاف بالشيخ مبارك، وهدده بأنه سيبقى في الكويت فقال له الشيخ مبارك أنه يستطيع فعل ما يريده طالما أنه لا يحاول إنزال القوات إلى الكويت.وقد أصدرت الدولة العثمانية أمرًا بنفي الشيخ مبارك نفياً اختيارياً، وذلك إما بالسفر إلى إسطنبول وتعيينه عضواً في مجلس شورى الدولة، أو أن يسافر إلى أحد أقطار الدولة العثمانية مع صرف راتب شهري له، وإذا رفض هذه القرارات فإنه سوف يتم إخراجه بالقوة من الكويت، ورد مبارك ببرود فكتب إلى والي البصرة رسالة يوضح فيها ما فعله آل صباح للدولة العثمانية، وفي 1 ديسمبر 1901 عادت السفينة زحاف إلى الكويت وعلى متنها رجب النقيب نقيب أشراف البصرة وبصحبة نجيب بك شقيق مصطفى نوري بك والي البصرة ومعهم قوة عثمانية وذلك لإجبار الشيخ مبارك على تنفيذ الأمر العثماني أو أن يخرجوه من الكويت، فأرسلت بريطانيا سفينتين إلى ميناء الكويت، فتراجعت السفينة العثمانية.في عام 1902 احتلت القوات العثمانية جزيرة بوبيان وجزيرة وربه ومنطقتي أم قصر وصفوان الحدودية ومناطق مجاورة لخور الصبية، واحتجت الكويت على هذا الاحتلال، واحتج الشيخ مبارك بأن القصر الذي تنسب إليه أم قصر هو قصر ابن رزق الذي بني في عهد جده الشيخ جابر الصباح وأن أهل الكويت عاشوا في تلك المنطقة، وجزيرة بوبيان جزيرة كويتية حيث يعيش فيها العديد من الصيادين الكويتيين، أما صفوان فتعيش فيها عائلات كويتية منذ أربعين سنة، ولكن بعد مدة تم تحديد حدود الكويت للمرة الأولى، وتم ضم صفوان وأم قصر للدولة العثمانية مع بقاء جزيرة بوبيان وجزيرة وربة تابعة للكويت.كانت الكويت تستخدم العلم العثماني منذ سنة 1871، وفي عام 1903 رفعت الكويت علما أحمر كتب عليه "توكلنا على الله"، وفي 1905 اقترح الوكيل السياسي البريطاني أن يكون للكويت علمها الخاص، وأن يكون أحمر وعليه كلمة كويت بالعربية واللاتينية، ولكن الشيخ مبارك رفض هذا الأمر لأنه يعده خروجاً عن التقاليد الإسلامية، وفي سنة 1914 قرر الشيخ مبارك رفع علم خاص بالكويت، وهو علم أحمر كتب عليه "كويت" بالوسط، وقد زار الشيخ مبارك الشيخ خزعل الكعبي على يخته مشرف، وقد أنزل العلم العثماني ووضع العلم الجديد.توقيع معاهدة الحماية مع بريطانيا
في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، أرادت المملكة المتحدة بأن تعزز نفوذها في منطقة الخليج العربي، لاسيما بعد أن أزداد الاهتمام بالمنطقة من قبل القوى الأوروبية الأخرى مثل الإمبراطورية الألمانية والدولة العثمانية،وقبل أن يوقع اتفاقية الحماية مع بريطانيا، عقد مبارك الصباح عدة اجتماعات مع وسطاء من ألمانيا وفرنسا والدولة العثمانية وبريطانيا، وبعد هذه الاجتماعات فضل اللجوء إلى بريطانيا بسبب دعم تركيا لأبناء أخويه محمد وجراح الذين لجؤوا إلى البصرة بعد اغتياله لوالديهم وبسبب الحملات التي قاموا بها بمساعدة يوسف بن عبد الله الإبراهيم وابن رشيد وشيخ قطر، ولكن بريطانيا تجنبت توقيع الحماية ومساعدة الكويت بسبب سياستها المتعلقة بعدم التورط في المشاكل وكذلك بسبب خوفهم من إثارة الدولة العثمانية، ولكن المقيم السياسي في الخليج كتب تقريراً عن الكويت ليبين أهميتها التجارية ومنع القرصنة وتجارة الرقيق، وأن حماية بريطانيا للكويت تعني تركيز المصالح البريطانية السياسية في الخليج،وبعدها وافقت بريطانيا على الاتفاقية، وبذلك يعتبر الشيخ مبارك هو مؤسس العلاقات الكويتية البريطانية، وعقدت اتفاقية الحماية مع بريطانيا في 23 يناير 1899 ودفعت بريطانيا 15 ألف روبية سنوياً مقابل الإلتزام بعدم تأجير أو بيع أي أرض في الكويت لحكومة دولة أخرى.
وتضمنت الاتفاقية شروطاً بموجبها يلتزم الشيخ مبارك بإبقاء الاتفاقية سرية حتى لا تثير مشاكل دبلوماسية مع الدولة العثمانية وألمانيا وروسيا، ويلتزم كذلك بأن لا يتنازل الشيخ مبارك وخلفائه من بعده عن أي جزء من أراضي الكويت وأن لا تؤجر أي جزء من أراضيها إلى أية دولة أجنبية أو شخص أجنبي دون استشارة بريطانيا، وأن لا تستقبل الكويت أي ممثل دولة أجنبية دون إذن من بريطانيا، ووعدت بريطانيا بحماية أملاك مبارك الصباح وأشقاؤه الموجودة في البصرة من السلطات العثمانية، وقد غضبت الدولة العثمانية من هذه الاتفاقية، وتم تعيين حمدي باشا الذي يؤيد أبناء أخ مبارك الصباح واليًا على البصرة، وقام بمقابلة القنصل البريطاني في البصرة "راتسيلو" في 4 مايو 1899 مبديًا انزعاج السلطان عبد الحميد من مخططات بريطانيا في الكويت، ودارت عدة مفاوضات بين بريطانيا والدولة العثمانية حول الكويت، وفي نوفمبر 1902 أعلنت بريطانيا اتفاقية الحماية بينها وبين الكويت.في 28 نوفمبر 1903 زار اللورد جورج كورزون نائب ملك بريطانيا في الهند وزوجته الكويت، وكان على متن السفينة "غاردينغ"، وقد أتت هذه الزيارة للتأكيد على أهمية الكويت، وقد استقبله الشيخ مبارك بكل حفاوة، ودخل إلى سفينته وحياة، وفي اليوم التالي رست السفينة في ميناء الشويخ وكان في استقبال الزوار الشيخ مبارك وولي عهده الشيخ جابر المبارك الصباح، وعندما نزل اللورد كيرزون استقبلته عربة خيل فاخرة كان قد طلبها الشيخ مبارك من بومباي خصيصا لتلك المناسبة.
المعاهدة الأنجلو-عثمانية
في يوليو 1913 وقّعت بريطانيا والدولة العثمانية معاهدة تتضمن أعتراف الدولة العثمانية باستقلال الكويت وترسيم خرائط حدودية بين البلدين واعتراف الدولة العثمانية بملكية الكويت على جزر وربه وبوبيان ومسكان وفيلكا وعوهة وكبر، وبحق شيخ الكويت في الحصول على الزكاة من القبائل المحيطة بالكويت بمسافة 362 كيلومتر، ولكن بعد نشوب الحرب العالمية الأولى التي أصبحت فيها بريطانية والدولة العثمانية أعداء تم إقرار بأن المعاهدة لا تعني شيئًا، وأعلنت بريطانيا بإن الكويت إمارة مستقلة تحت الحماية البريطانية.[33]
أحداث في حكمه
عندما تولى مبارك الحكم في الكويت، دخل في صراعات مع يوسف الإبراهيم ومع عبد العزيز الرشيد حاكم حائل، والشيخ قاسم آل ثاني حاكم قطر، واضطر في سبيل ذلك خوض حروب عديدة أثرت على خزانة الكويت مما دفعه لفرض المزيد من الضرائب في الكويت لتوفر الأموال اللازمة ففرض ضريبة على ثلث كل مابيع وثلث ما أجر وزاد في الرسوم الجمركية.وأرادت الدولة العثمانية أن تنشأ إدارة للجمارك تابعة لها في الكويت إلا أن طلبها قوبل بالرفض من مبارك.
كان الشيخ مبارك يشجع التجارة مع الدول الأخرى، ففي بداية القرن العشرين شجع التجار الكويتيون على فتح مكاتب استيراد وتصدير في الخارج، ففتحوا مكاتب في كراتشي وبومباي وكالكوتا وبوربندر وبروال وكوة وهي مناطق تقع في الهند وباكستان حاليا.حتى عام 1905 دخلت إلى الكويت أعداد كبيرة من الأسلحة، وبعد معركة هدية عام 1910، اشترى الشيخ مبارك 1500 بندقية من مسقط، ولكنه لم يعتبر هذا العدد كاف لأنه فقد الكثير من الأسلحة في تلك المعركة، وقد استاءت بريطانيا من كمية الأسلحة التي تستوردها الكويت، فرد عليهم الشيخ مبارك بأن العديد من القبائل تهاجم الكويت وقوافلها وهذا الأمر استدعى من الشيخ وضع ابنه جابر المبارك الصباح وثلاثة آلاف مقاتل للقيام بتأمين الرحلات البرية، والسبب الثاني لزيادة طلب الأسلحة هو زيادة عدد الطلاب الذين يستكملون تعليمهم وأنه يحتاج لتسليحهم. تمّ إنشاء أول مستشفى في تاريخ الكويت في عهده في سنة 1910 من قبل الإرسالية الأمريكية وكان يسمى باسم المستشفى الأمريكاني، واقترح أحد الأطباء في الإرسالية الأمريكية يدعى ستانلي ماليري أن يقوم ببناء سور حول مدينة الكويت، ولكن الشيخ مبارك قال: "أنا سورها".كما افتُتح أول مكتب بريد في الكويت في 21 يناير 1915 وكان مقره في القنصلية البريطانية التي كانت تسمى دار الاعتماد البريطاني، وكان تحت إشراف إدارة البريد الهندية التي كانت تستخدم طوابع الهند.وقد قام بمساعدة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في استرداد الرياض، كما قام بمساعدته في الحروب ضد عبد العزيز المتعب الرشيد وحلفاؤه. عندما بدأت الحرب العالمية الأولى ساند خزعل بن جابر أمير المحمرة بريطانيا في الحرب، وقد قامت بعض القبائل بالتمرد عليه، فطلب مساعدة مبارك في هذه المسألة.
هجرة التجار
بعد هزيمة القوات الكويتية في معركة هدية، احتاج الشيخ مبارك إلى الأموال لشراء الأسلحة ففرض ضرائب إضافية على التجار وبالتحديد تجار اللؤلؤ، وقد امتنع بعضهم عن دفع الضرائب الجديدة، فأصدر الشيخ في عام1911 قرارًا بمنع الغوص على اللؤلؤ في ذلك العام كوسيلة للضغط على التجار، فبادر بعض التجار بدفع الضرائب التي عليهم كي يسمح لهم بالغوص على اللؤلؤ ما عدا ثلاثة تجار وهم شملان بن علي بن رومي وهلال فجحان المطيري وإبراهيم المضف، فاستدعاهم الشيخ وقال لهم أنه يجب عليهم أن يدفعوا الضرائب، وخوفا من رد فعل الشيخ قاموا بالاتفاق على الهجرة إلى البحرين ومنطقة جنة في الإحساء، ولم يكن الشيخ يريد خسارة هؤلاء التجار الذين كانوا يعدون من أكبر التجار في الكويت، فأرسل وفداً إلى البحرين لمصالحتهم، ولكن الوفد فشل في إقناعهم، فقام الشيخ بإرسال ابنه الشيخ سالم المبارك الصباح لمفاوضتهم، وعاد على إثر ذلك كل من شملان بن علي الرومي وإبراهيم المضف وبقي هلال فجحان المطيري في البحرين، فسافر الشيخ مبارك على متن يخته إلى البحرين برفقة شملان بن علي الرومي وإبراهيم المضف، فاعتبر هلال فجحان المطيري قدوم الشيخ أكبر ترضية له ووافق على العودة إلى الكويت.
الحروب
وقعت خلال عهده العديد من حروب ضد بعض القبائل والدول، بعضها تمثل في إعانات قدمت للدولة العثمانية.
النزاع مع ابن رشيد
في عام 1901 أرسل جيشًا بقيادة أخيه حمود الصباح وابنه سالم المبارك الصباح إلى الرخيمة ضد قبائل شمر حيث نشبت معركة الرخيمة التي تمكنت القوات الكويتية من أن تحقق النصر فيها.وفي نفس العام، قاد الشيخ مبارك بنفسه حملة عسكرية كبيرة برفقة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وجموع كبيرة من البوادي لغزو عاصمة دولة آل رشيد "حائل"، فوقعت معركة الصريف في 17 مارس، وفيها انتصرت قوات ابن رشيد.في عام 1903 حدثت معركة جو لبن بين الكويت بقيادة جابر المبارك الصباح وعبد العزيز بن سعود أمام سلطان الدويش الذي تحالف مع عبد العزيز المتعب الرشيد، وقد استطاع الجيش الكويتي أن يحقق النصر في هذه المعركة، وفي 10 يونيو 1910 وقعت معركة هدية.
النزاع مع سعدون باشا السعدون
وقعت معركة هدية، وكان جيش الكويت بقيادة جابر المبارك الصباح وعبد العزيز بن سعود أمام جيش رئيس المنتفق ابن سعدون، وقد هزم جيش الكويت في تلك المعركة، وقد استطاع جيش المنتفق أن يأخذ أمتعة الجيش الكويتي بكل سهولة ولذلك سميت معركة هدية،وبعدها أراد مبارك الصباح الثأر من المنتفق، فأرسل جابر المبارك الصباح قائدًا لجيش الكويت، واستطاع أن يغير على قبيلة الظفير واستولوا على كثير من الإبل.إعانات حربية ومدنية للدولة العثمانية
الحرب العثمانية الإيطالية: إعانة بمبلغ 3,000 ليرة عثمانية، صُرف نصفها للمجاهدين والنصف الأخر للأسطول العثماني.حرب البلقان الأولى: إعانة للدولة العثمانية بمبلغ 11,000 ليرة عثمانية.إعانة لحريق الاستانة في إسطنبول عام 1911 بمبلغ 5,000 ليرة عثمانية.إعانة لمشروع بناء سكة حديد الحجاز بمبلغ 1,000 ليرة عثمانية.
وفاته
كان الشيخ مبارك يعاني من مرض الملاريا وتصلب الشرايين، وفي 28 نوفمبر 1915 خرج من بيته إلى مجلسه بعد أن غاب عنه لعدة أيام، وقد كان يريد سماع آخر الأخبار بشأن المعارك التي تحدث في العراق في زمن الحرب العالمية الأولى، وبعد سماعه الأخبار تناول العشاء وأسند رأسه على الأريكة وغط في نوم عميق، وفي الساعة الثامنة وخمس عشر دقيقة مساء أراد حارسه أن يوقظه كي يذهب إلى البيت، فوجده قد توفي، وقد مشت الكويت كلها وراء نعشه ورثاه الشعراء منهم الشاعر حمد المغلوث بقصيدة منها:
خطب دهانا يا ملا يوم الاثنين أمسى به الخاطر حزين ومكسور
خلا السعاير في قلوب المحبين يشعل لهبها شبه نار بتنور
نبكي ونفرك من لظا الوجد بيدين وانطوح الونات والكل معذور
نبكي على اللي ليت ما حانه البين ولا فجعنا في سراج لنا نور
امبارك المشهور زين المجلين ولد صباح اللي له المجد منشور
يوم انتقل في يوم واحد وعشرين عنا أغتنى وضحى بنا الوجد مسجور
سنة أربع فوق ألف عام وثلاثين نرصد وفاة الشيخ في شهر عاشور
الحاكم الثامن: جابر المبارك الصباح
الشيخ جابر المبارك الصباح (1860 - 5 فبراير 1917)، حاكم الكويت الثامن. هو أكبر أبناء الشيخ مبارك الصباح من زوجته الشيخة شيخة دعيج الصباح. تولى حكم الكويت بعد وفاة أبيه، وذلك من 28 نوفمبر 1915 إلى وفاته في 5 فبراير 1917.
فترة حكمه
على الرغم من إن فترة حكمه كانت قصيره إلا إنه قام بعده أمور جعلت الشعب يحبه ويبجله، أول عمل قام به إعفاء الشعب من ضريبه الثلث على العقارات التي أثقل بها والده الشيخ مبارك الصباح كاهل الشعب، كما قام بإعاده بعض البيوت المسحوبه لأصحابها، وما إن إستلم الحكم إلا وفتح خزائن الأموال ووزعها على الشعب وكان نتيجه ذلك إنه كسب محبه الشعب. كما زاد الخير على الكويت في فترة حكمه، حيث سيرت تجاره الكويت إلى نجد والحجاز والشام والعراق والأستانة.
من أهم الأحداث في عهده
إنعقد في الكويت عام 1917 مؤتمر ضم الحاكم العسكري البريطاني في العراق السير بيرسي كوكس والملك عبد العزيز آل سعود وشيخ المحمرة خزعل الكعبي وبحضورة وذلك ليقف العرب تحت راية زعيم عربي واحد ضد العثمانيون، ومن أقواله:
نحن مسلمون، وإذا ما أجمع المسلمون على شخص فنحن له من الطائعين.
صفاته الشخصيه
كان حليماً يغض النظر عن الكثير من الهفوات.
كان لا يعرف الحقد أو البغض وإشتهر بتواضعه وهذا الذي حببه إلى الكثير من رعيته، وبعده عن الظلم والجور جعله يرتفع بأعينهم إلى مستوى كبير
الحاكم التاسع: سالم المبارك الصباح
الشيخ سالم المبارك الصباح (1864 - 23 فبراير 1921)، حاكم الكويت التاسع، وهو الإبن الثاني من الذكور من أبناء الشيخ مبارك الصباح من زوجته الشيخة شيخة دعيج الصباح. تولى الحكم بعام 1917 بعد وفاه اخيه الشيخ جابر المبارك الصباح.
صفاته وأعماله بالحكم
كان عفيفًا حتى إن ألد أعدائه لم يتحدثوا بأي قدح أو ذم به. كما كان عدوًا للفسق والفجور حيث عند توليه الحكم قام بتطهير البلد من الفسق، كما قام بتعيين مختارين في الأحياء لإزاله ذلك الدنس وأيده الناس بعمله هذا. وكان كثير الصمت حتى إن صمته يجعل من يراه يقول إنه يعاني من مرض. وكان حليماً إلا إنه عند الشدة كانت قسوته شديدة ولا ترحم أحد. كما لم يمكن يهتم بلباسه أو بمجلسه. وكان له إلمام بالنحو وشغف بمطالعة الكتب الأدبية وحفظ الأشعار العربية وبعض المسائل الدينية.
أهم الأحداث بعهده
بناء سور الكويت الثالث.
معركة حمض.
معركة الجهراء.
الحاكم العاشر: أحمد الجابر الصباح
الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح (1885 - 29 يناير 1950)، أمير الكويت العاشر، حكم الكويت من 23 مارس 1921 حتى وفاته في 29 يناير 1950. وهو ابن الشيخ جابر المبارك الصباح من زوجته شيخة عبد الله بن صباح الصباح.
أحداث في عهده
أبرم في عهده معاهدة العقير عام 1922 لترسيم الحدود بين العراق والسعودية والكويت، وقد تم الاجتماع في ميناء العقير وحضره بيرسي كوكس ممثلًا عن الكويت وعبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عن السعودية.
بداية الديمقراطية في الكويت، إذ أنشأ مجلس الشورى والذي يعد أول عمل يقوم به بعد توليه لمقاليد الحكم بشهر أبريل 1921 بعد وفاة عمه الشيخ سالم المبارك الصباح، لكن أعمال المجلس لم تستمر طويلاً بسبب عدم تفرغ أعضائه لشئونه لذلك أنهى أعماله بعد شهرين من إنشائه. وأسس بعام 1938 المجلس التشريعي والذي يسمى المجلس التشريعي الأول والذي حل بنهاية عام 1938 ودعى لانتخاب أعضاء المجلس التشريعي الثاني والذي كانت نهايته دموية.
اكتشاف النفط بعام 1938، إلا أنه لم يصدر بسبب الحرب العالمية الثانية، وتم تصدير أول شحنة نفط في يوم 30 يونيو 1946 وذلك على متن ناقلة النفط البريطانية بريتش فيوزليبر من ميناء الأحمدي، وقد أقيم في هذه المناسبة احتفال رسمي كبير قام خلاله بفتح الصمام الفضي إيذانًا ببدء شحن أول دفعة من النفط الخام بلغت كميتها 10,567 طن فيما كانت سعة الناقلة 12,000 طن، وبعد انتهاء الحفل قال:
إنه ليوم سعيد هذا اليوم الذي نحتفل فيه بتصدير الشحنة الأولى من نفط الكويت ولا شك في أن كل شخص من شعبنا وأصدقائنا سيفرح معنا بهذا الحدث
في 1 أبريل 1937 أطلق عليه لقب صاحب السمو أمير الكويت المعظم، وهو اللقب الذي استمر لحكام الكويت من بعده حتى عهد ابنه الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي أكتفى بلقب صاحب السمو أمير الكويت.
شعره
كان مهتمًا بالشعر وحفظه ونظمه، واشتهر بإجادته للشعر النبطي. وله العديد من القصائد المغناه، لعل أشهرها والتي ما زالت تردد: يا حمد خللي نوالي بالصدود
مايلٍ للغير مادري وش بلاه
خارب طبعه وصاير لي عنود
لي بغيته صد ولاقاني قفاه
عشرته يالله عساها ما تعود
يوم كل الناس دريت في خطاه
و هناك قصيدة أخرى تنسب إليه على الرغم من أن بعض المؤلفيين شككوا في هذا النسب: يا بوبدر وشلون ليل السهر
يوم ان قلبي شاف غاية هواه
شرقي النفود وفوق جال البحر
واللي تمنى من حبيبه لقاه
نظرتهن تسعة والعاشر قمر
لله در الليل واللي حواه
ليل جمع لي كل ظبي عفر
و الكل منهن تايه في غواه
الصاحب اللي عقب وصله نكر
مدري وشللي في ضميره نواه
الحاكم الحادي عشر: عبد الله السالم الصباح
الشيخ عبد الله السالم المبارك الصباح (1895 - 24 نوفمبر 1965)، أمير الكويت الحادي عشر. تولى الحكم بعد وفاة ابن عمه الشيخ أحمد الجابر الصباح، وتسلم مقاليد الحكم رسميًا بتاريخ 25 فبراير 1950، وحصلت الكويت على استقلالها بعهده، وتحتفل بيوم 25 فبراير كيوم للاستقلال تقديرًا له. هو الابن الأكبر لحاكم الكويت التاسع الشيخ سالم المبارك الصباح من زوجته الشيخة مريم جراح بن صباح الصباح.
قبل توليه الإمارة
تلقى تعليمه في الكويت، وكان يحب العلم والأدب والتاريخ ومعرفة الأنساب، وكان قبل توليه الإمارة يرعى الأطفال والأيتام، كما كان له العديد من الأصدقاء الأدباء مثل يوسف بن عيسى القناعي، وقد إشتهر بولعه بالشعر فحفظ الكثير من الشعر العربي، خصوصًا شعر المتنبي لما فيه من الحماسة والحكمة، وكثيرًا ما كان يستشهد بشعره في العديد من المناسبات.
وقد كان له مساجلات شعرية مع يوسف بن عيسى. وقد كان إنسانًا فذًا، وقد رد على قصيدة له بمناسبة الاستقلال بقوله:
لك الشكر يا رمز الوفاء على المدى ويا طوره العالي على المتسلق
لقد ملأ الإخلاص نفسا أبية لم تعرف سبيل التملق
وكنت يا أبا عيسى على الخير هاديا تذود عن الأخلاق في كل مرفق
فمازلت مختالا بأكمل صحة تحلق في جو الهناء وترتقي
بعد وفاة والده الشيخ سالم المبارك الصباح في 22 فبراير 1921، تولى الحكم حتى مجيئ الشيخ أحمد الجابر الصباح من مهمة في السعودية مع عبد العزيز بن سعود لإنهاء خلاف كان بين الشيخ سالم وبينه، وقد كان في تلك الفترة الشيخ سالم المبارك الصباح طريح الفراش، وعندما توفي طالب بعض الكويتيون من خلال العرائض بإنشاء مجلس للشورى، وعندما تأسس مجلس الشورى تم ترشيح أحمد الجابر الصباح وعبد الله السالم الصباح وحمد المبارك الصباح، وقد تم اختيار أحمد الجابر الصباح ليصبح أميرًا للكويت، وكان هو نائبًا للأمير منذ 1921 وحتى 1950، وخلال تلك الفترة كان يدير شؤون الكويت المالية والإدارية، وقد ساهم في استثمار الأموال القادمة من تصدير النفط في تطوير الخدمات التعليمية والصحية في الكويت، وتولى رئاسة المجلس التشريعي الأول والذي أسس في عام 1938 حتى حله، كما ترأس المجلس التشريعي الثاني والذي انتخب في 27 ديسمبر 1938 وذلك حتى حله، وكذلك تولى رئاسة البلدية حتى عام 1950، كما كان رئيسًا لدائرة الصحة منذ عام 1936 وحتى عام 1952 حيث تركها لأخيه الشيخ فهد السالم الصباح.
توليه الإمارة
تولى الحكم في 25 فبراير 1950، وقد كان عند وفاة الشيخ أحمد الجابر الصباح في زيارة إلى الهند، وخلال تلك الفترة تولى شؤون البلاد الشيخ عبد الله المبارك الصباح وذلك حتى عودته من الهند، وعندما تسلم الحكم تنازل عن كل ما يملك إلى مالية الكويت لخدمة الشعب، وقد تم إنشاء العديد من المدارس في عهده وتزويد جميع مناطق الكويت بالخدمات كتأمين العلاج المجاني للمواطنين والمقيمين، وإنشاء مستشفى الصباح، كما تم إنشاء أكبر محطة لتقطير مياه البحر في العالم في ذلك الوقت.
وفي 1951 منحته الحكومة البريطانية وسام K.C.M.G بمناسبة عيد جلوسه الأول، وقد وضع أول نظام للجمارك في تاريخ الكويت في 15 مايو 1951، وفي إطار دعم الكويت للقضايا العربية صدر في 26 مايو 1957 مرسوم أميري بمقاطعة جميع البضائع الإسرائيلية.
وفي عام 1958 طالب رئيس وزراء العراق نوري السعيد الكويت بالإنضام إلى الاتحاد الهاشمي الذي يضم الأردن والعراق، ولكنه رفض الانضمام إلى هذا التحالف وقال بأنه لا يدخل بلاده في مثل هذه التكتلات.
وفي 25 فبراير 1960 تم إصدار طابعان بريديان بمناسبة عيد جلوسه، الأول كان أخضرًا وعليه علم الكويت وفئته 40 بيزة، أما الثاني فكان أزرق اللون وعليه علم الكويت أيضا وكان من فئة 60 بيزة، وبعد أن صدر الدينار الكويتي تقرر إلغاء جميع الطوابع الكويتية التي كانت تحمل فئة البيزة وتم استبدالها بطوابع أخرى كانت تحمل اللون الأخضر والأحمر والبني والأزرق الغامق والبرتقالي والأحمر الغامق من فئات فلس وفلسان وأربعة فلوس وخمسة فلوس وثمانية فلوس وخمسة عشر فلسًا وكانت هذه الطوابع تحمل صورة الشيخ عبد الله السالم الصباح.
وقد قام بعدد من التعديلات على مقر الحكم في قصر السيف، وقد بدأت التعديلات في 1961 وإستمرت حتى 1962، وأطلق عليه اسم الديوان الأميري، وفي 1963 تم دمج العيد الوطني بعيد جلوسه وذلك لكي يتمكن الكويتيون من الإحتفال في هذه المناسبة، علمًا بأن الاستقلال كان في 19 يونيو وهو في فصل الصيف الحار.
استقلال الكويت
قام بالعديد من الإجراءات التي من شأنها إعطاء الاستقلال للكويت، حيث تسلمت الكويت في 1 فبراير 1958 مسؤولية الخدمات البريدية في الداخل، وقد تم إصدار طابع بريدي حمل صوته، وفي 1 فبراير 1959 تسلمت الكويت المسؤوليات الخارجية للبريد، وقد تم إصدار طابع بريدي آخر يحمل صورته، وقام بوضع قانون للجنسية في عام 1959، وقام بحث دائرة المالية بإجراء دراسات عاجلة لإصدار عملة وطنية للكويت ووضع قانون النقد الكويتي في 19 أكتوبر 1960 الذي قرر بأن يكون الدينار الكويتي هو وحدة النقد الكويتي، وينص القانون أيضًا على إنشاء مجلس للنقد ليتولى مسؤولية إصدار النقد والمسكوكات الجديدة، وينص القانون على أن ينقسم الدينار إلى ألف فلس وأن ما يعادل الدينار هو 2,48828 جرام من الذهب الخالص وأن تكون فئات النقد التي يصدرها المجلس من فئات عشرة دنانير وخمسة دنانير ودينار واحد ونصف دينار وربع دينار، أما المسكوكات فكانت من فئة مئة فلس وخمسين فلس وعشرين فلس وعشرة فلوس وخمسة فلوس وفلس واحد، وفي 1 ابريل 1961 تم إصدار الدينار الكويتي للتداول وتم سحب أوراق النقد الهندية والمسكوكات الهندية وأعيدت إلى الهند وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الكويت والهند، وتم تزويد مجلس النقد الكويتي بالجنيه الإسترليني الذي يعادل للروبيات المسحوبة وذلك لتغطية الإصدار الأول من النقد الكويتي، وتم إعطاء مدة شهرين لإحلال الدينار الكويتي بدلًا من الروبية الهندية في جميع الدوائر والبنوك، وكان الدينار يحمل صورته وتوقيع رئيس مجلس النقد الشيخ جابر الأحمد الصباح وصور لمعالم النهضة في الكويت.
وفي 19 يونيو 1961 قام بالتوقيع على وثيقة استقلال الكويت من المملكة المتحدة مع السير جورج ميدلتن، وكان من شروطها بأن تستمر العلاقات مع بريطانيا التي تسودها روح الصداقة والتشاور بين البلدين عند الحاجة في القضايا المهمة، وأن لا يؤثر استقلال الكويت على استعداد الحكومة البريطانية بمساعدة الكويت عند الحاجة.
وفي كلمته في يوم الاستقلال قال:
شعبي العزيز.. إخواني وأولادي في هذا اليوم الأغر من أيام وطننا المحبوب.. في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة إلى مرحلة أخرى من مراحل التاريخ ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما إنطوت عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية التي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة
.
وأضاف
ونحن على أبواب عهد جديد نرجو أن تبدأ الكويت انطلاقها بتقوية أواصر الصداقة والأخوة مع شقيقاتها الدول العربية للعمل بتكاتف وتآزر على ما فيه خير العرب وتحقيق أماني الأمة العربية كما أن الوضع الجديد يتطلب منا العمل على الانتماء للجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات التي تعمل لخير العالم وأمنه وسلامه كلما كان ذلك في الامكان
.
وقد كان ينوي أن يقوم باستكمال بناء الدولة الدستورية. وفي 26 أغسطس 1961 أصدر مرسوم أميري يدعو فيه إلى إجراء انتخابات عامة للمجلس التأسيسي الذي يتولى صياغة الدستور.
مطالبة عبد الكريم قاسم بالكويت
بعد حصول الكويت على الاستقلال، طالب رئيس وزراء العراق عبد الكريم قاسم في 25 يونيو 1961 بإنضمام الكويت إلى العراق بحجة بأنها قضاء تابع للبصرة، وكانت الكويت كيان له حدود معترف فيها من قبل العراق وبريطانيا من خلال الرسائل المتبادلة بينهم وخصوصا الرسائل المتبادلة بين نوري السعيد والشيخ أحمد الجابر الصباح في عام 1932. وكان للكويت في فترة ما قبل الاستقلال نشاط خارجي كبير من خلال الحوار مع العراق وإيران والسعودية، والانضمام إلى المنظمات الدولية المتخصصة والعامة منذ عام 1959، حيث كانت الكويت من الدول المؤسسة لمنظمة أوبك، وقد هدد عبد الكريم قاسم الكويت وقال بأنه سيعيدها إلى حضن العراق سلمًا أو حربًا، مما أدى إلى طلب الكويت الحماية من بريطانيا في 30 يونيو 1961 وتقديم المساعدة العسكرية حسب اتفاقية الصداقة بين البلدين، وبعد انضمام الكويت إلى جامعة الدول العربية تم استبدال الجيش البريطاني بجيش عربي تحت اسم قوات الأمن العربية، وخلال تلك الفترة حدثت مناوشات بين الصحافة العراقية والصحافة الكويتية، وكانت الصحافة العراقية تصفه بأوصاف نابية، فرد رئيس تحرير مجلة الهدف الكويتية الأسبوعية محمد مساعد الصالح ووصف فيها الرئيس العراقي بالجنون، فقام الشيخ عبد الله السالم باستدعاء كافة رؤساء تحرير الصحف في الكويت وقال لهم بأننا يجب أن نرتقي ولا نرد على مثل هذه الأمور، فقال محمد الصالح بأنهم وصفوك بأمور أشد، فرد عليه وقال يجب أن لا ننحدر إلى هذا المستوى.
الإنضمام إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية
توقعت الكويت بأن يكون انضمامها إلى الأمم المتحدة سلسًا، ولكن المطالبات العراقية أدت إلى تعطيل الانضمام وطلب الكويت من بريطانيا الحماية العسكرية أدى إلى رفض الجمهورية العربية المتحدة انضمام الكويت إلى المنظمة الدولية ما دامت هناك قوات أجنبية في أرضها، وقد رفض الاتحاد السوفيتي حليف العراق انضمام الكويت إلى الأمم المتحدة واتهم بريطانيا بإحياء الاستعمار وسياسة البوارج الحربية، ولم تستطع الأمم المتحدة إتخاذ قرار حاسم لاستخدام الاتحاد السوفيتي حق الفيتو.
وكانت الكويت قد قدمت شكوى إلى الجامعة العربية في 28 يونيو 1961 وطالبت بعقد جلسة لمناقشة المشكلة، وأكدت الكويت بأن وجود الجيش البريطاني على أراضيها هو إجراء مؤقت، وأرسلت الكويت وفدًا رسميًا برئاسة رئيس الدائرة المالية الشيخ جابر الأحمد الصباح لزيارة عدد من الدول العربية، وفي 20 يوليو 1961 انضمت الكويت إلى الجامعة العربية إنضمامًا كاملًا.
وفي 30 نوفمبر 1961 تم بحث طلب الكويت للانضمام إلى الأمم المتحدة للمرة الثانية في مجلس الأمن بعد انسحاب القوات البريطانية من أراضيها، وقد تبنت الجمهورية العربية المتحدة هذه الدعوة، بينما رفض العراق انضمام الكويت إلى الهيئة الدولية لأن الكويت لم تكن دولة ولا تحمل مؤهلات الدولة وأنها جزء من العراق تاريخيًا وعضويًا إضافة إلى أنها مستعمرة بريطانية، واستخدم الاتحاد السوفيتي الفيتو مرة أخرى لنقض انضمام الكويت، وكان استخدام الاتحاد السوفيتي لهذا الحق هو جزء من دعم العراق كحليف له في الحرب الباردة.
وبعد سقوط عبد الكريم قاسم في 8 فبراير 1963، تشكلت علاقات دبلوماسية بين الكويت والعراق، وقامت الكويت بإقراض العراق قرضا بقيمة 30 مليون دينار كويتي بفوائد رمزية بلغت 1%، وفي 7 مايو 1963 عقد مجلس الأمن جولة ثالثة لانضمام الكويت إلى الهيئة الدولية، وطالب العراق بتأجيل الطلب إلا أن مجلس الأمن وافق بالإجماع على مطلب الكويت بما في ذلك الاتحاد السوفيتي، وفي 14 مايو 1963 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على توصية مجلس الأمن وأصبحت الكويت العضو رقم 111.
إقرار الدستور وبدأ العمل في مجلس الأمة
كان أول رئيس لمجلس الوزراء في الكويت، وقام بتشكل أول وزارة بتاريخ الكويت في 17 يناير 1962، وقد استمرت الوزارة حتى 28 يناير 1963 عندما تسلم الشيخ صباح السالم الصباح رئاسة مجلس الوزراء، وقد عين الشيخ صباح السالم وليًا للعهد في 30 أكتوبر 1962 وأصبح بذلك أول أمير يعين ولي عهد له، وقد إختار صباح السالم لأن كان أكبر أبناء العائلة بعد وفاة الشيخ فهد السالم ومغادرة الشيخ عبد الله المبارك للكويت.
بعد أن تعرضت الكويت إلى عدد من التهديدات من قبل عبد الكريم قاسم لضم الكويت إلى العراق بحجة أنها تابعة للبصرة دعى إلى انتخابات المجلس التأسيسي الكويتي في 26 أغسطس 1961 والذي سيمهد لوضع الدستور، وقد أنشأ المجلس التأسيسي في 20 أكتوبر 1962، وعملت لجنة خماسية لمناقشة الدستور تكونت من حمود الزيد الخالد وعبد اللطيف محمد الغانم والشيخ سعد العبد الله الصباح ويعقوب يوسف الحميضي وسعود عبد العزيز العبد الرزاق، وقد شارك في أعمال اللجنة الخبير الدستوري للمجلس عثمان خليل عثمان والخبير القانوني للحكومة محسن عبد الحافظ، وقد قدم الدستور إليه في 8 نوفمبر 1962 في قصر السيف، ووافق عليه في 11 نوفمبر 1962 بدون أن يطلب تغييرات فيه، وقد أجريت أول انتخابات لمجلس الأمة في أوائل عام 1963، وعند أول جلسة لمجلس الأمة قام بأداء القسم وذلك لأنه في الدستور يجب على الأمير بأن يقوم بالقسم أمام المجلس لكي يتولى الحكم في البلاد، وقد أداه بالرغم من مرور 13 سنة من توليه الحكم.
نص كلمته عند افتتاحه للجلسه وبها القسم:
بسم الله العلي القدير
نفتتح الدورة الأولى لمجلس الأمة الذي نبدأ بإنعقاده مرحلة العهد الدستوري في دولة الكويت المستقلة
في هذه المرحلة التي تعتبر حلقة من حلقات سير دولتنا الصاعدة نحو هدفها الأعلى يسعدني أن أهنئكم بثقة الشعب بكم حين إختاركم لتحملوا أمانة تمثيله وأن أكرر وصيتي لكم (كوالد لأبنائه) أن تحرصوا على وحدة الصف في هذه الدولة العربية المتمسكة بدينها وتقاليدها وإنه ليسعدني في هذا اليوم الأغر من تاريخ بلادنا أن أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه
والله ولي التوفيق
أهم التطورات في عهده
تقسيم الكويت لثلاثة محافظات:
محافظة العاصمة: وتضم مدينة الكويت، كيفان، الدعية، الدسمة، المنصورية، الجهراء، الدوحة، الشامية، بنيد القار، وجزر وربة وبوبيان وأم النمل.
محافظة الأحمدي: وتضم الفنطاس، الفنيطيس، الضباعية، المنقف، الفحيحيل، الشعيبة، وجبل وارة والمقوع وكبر وأم المرادم، الصباحية ومنطقة البر المتاخمة لها.
محافظة حولي: وتضم مشرف، السرة، حولي، السالمية، العديلية، الشعب، الرميثية، الفروانية، الراس، خيطان، العضيلة، جليب الشيوخ، الجابرية، جزيرتي فيلكا وعوهة.
في عام 1950 تم إنشاء أول محطة لتحلية مياه البحر في الكويت وكانت تقع في مدينة الأحمدي، وفي 1953 تم إنشاء محطة لتحلية مياه البحر في مدينة الكويت، وفي 12 مايو 1951 تم إنشاء إذاعة الكويت، وتم إنشاء ملحق المستشفى الأميري في منطقة الصليبيخات في عام 1954، وتم إنشاء مستشفى الصليبيخات في عام 1954، وتم إنشاء مستشفى الطب النفسي في عام 1958، وأنشأ مستشفى الأمراض الصدرية في عام 1959، وصدرت مجلة العربي في عام 1958، وفي 15 نوفمبر 1961 تم افتتاح تلفزيون الكويت.
وفاته
في 23 أكتوبر 1965 تعرض لوعكة صحية أثناء افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة، وقد ظل على فراش المرض لمدة شهر، إلى أن توفي في 24 نوفمبر 1965 في مقر سكنه في قصر الشعب متأثرًا بالمرض، وكان من الأطباء المشرفين عليه طوال هذه الفترة ناظم الغبرا وأحمد الخطيب والذي كان أيضًا نائبًا في مجلس الأمة.
بعد وفاته
سميت العديد من الأماكن باسمه تقديرًا للأعمال التي قام بها، وقد قام تلفزيون الكويت بإنتاج فيلم وثائقي عن حياته عرض في 24 نوفمبر 2005 في الذكرى الأربعين لوفاته. وفي 27 مايو 2007 تم تداول خبر بأن الفنان عبد العزيز المسلم سيقوم بتمثيل دوره في فيلم سينمائي اسمه صانع الدستور ولكن العمل لم يكتمل.
الأماكن التي سميت باسمه
ضاحية عبد الله السالم.
قاعة عبد الله السالم، وهي القاعة الرئيسية في مجلس الأمة الكويتي.
مجمع أحواض عبد الله السالم الأولمبي في نادي القادسية الكويتي.
مركز عبد الله السالم الثقافي.
قصر عبد الله السالم الصباح في فيلكا.
ثانوية عبد الله السالم الصباح، وكانت الأرض التي توجد بها المدرسة ملكًا له، لكنه تبرع بها إلى وزارة التربية، وتقع المدرسة بالقرب من قصره.
مركز عبد الله السالم لإعداد القادة الرياضيين.
مدرسة عبد الله السالم، في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
شارع عبد الله السالم الصباح.
ألقابه
كان له الكثير من الألقاب التي كان يطلقها عليه الشعب:
أبو الاستقلال.
أبو النهضة الحديثة.
أبو الدستور.
أبو الخير.
أبو الأيتام.
أبو الكويت.
[عدل]من أقواله
"إن ثروة الكويت ملك للشعب وأنا حارسها". 25 فبراير 1950
"إننا مع الجزائر قلبًا ومالًا وكلما إتسعت أموالنا زدنا في إعانة الجزائر ولا نتقيد بميزانية ولا نحدد المدد بعدد" أثناء الثورة الجزائرية.
"إن الدستور الذي أصدرناه ليس أكثر من تنظيم حقوقي لعادات معمول بها في الكويت، فقد كان الحكم دائمًا في هذا البلد شورى بين أهله".
"ستسمر الكويت دائما بإذن الله في طريقها الذي خطته لنفسها، دولة عربية تتضامن مع شقيقاتها في كل ما يعود بالخير على الأمة العربية. دولة مستقلة تؤيد حق كل بلد في نيل حريته واستقلاله، دولة محبة للسلام تؤيد كل من يسعى إليه متمسكة في كل ذلك بميثاق الأمم المتحدة".
الحاكم الثاني عشر: صباح السالم الصباح
الشيخ صباح السالم الصباح (1913 - 31 ديسمبر 1977)، أمير دولة الكويت الثاني عشر والثاني من سلسله الأمراء بعد الاستقلال. وهو ابن الشيخ سالم المبارك الصباح من زوجته منيرة محمد الدبوس. كان قد تولى الحكم بتاريخ 24 نوفمبر 1965 بعد وفاه أخيه الشيخ عبد الله السالم الصباح. كان أول وزير للخارجية في تاريخ الكويت وذلك بالوزارة الأولى في 17 يناير 1962. عين وليًا للعهد بتاريخ 29 أكتوبر 1962.
قبل توليه الحكم
قام الشيخ أحمد الجابر الصباح بالطلب منه أن يقوم بتأسيس الشرطة الكويتية بعد أحداث المجلس التشريعي الثاني، وكان عدد أفرادها 80 شرطيًا، وكان مقر الشرطة في ساحة الصفاة، وفي عام 1955 قام بجلب أول بعثة من الشرطة المصرية للعمل على تدريب رجال الشرطة، وكانت تضم سبعة ضباط وخبير مدني في البصمات، وإستمر في هذا المنصب حتى عام 1959. وفي منصبه هذا سافر إلى بريطانيا مرتين للتعرف على نظام شرطة لندن وتطبيقه في الكويت.
رئيسًا لدائرة الصحة العامة
في عام 1959 عينه أخيه الشيخ عبد الله السالم الصباح رئيسًا لدائرة الصحة العامة، وفي تلك الفترة شهدت الكويت الكثير من التقدم في مجال الخدمات الطبية، حيث قبلت كعضو في منظمة الصحة العالمية وذلك في مايو 1960. ومن أعماله أثناء رئاسة الدائرة أصدار قانون يلزم بتسجيل كل مولود جديد وتطعيمه ضد مرض الجدري الذي كان يضرب الكويت من حين إلى آخر كان آخرها في عام 1932 حين توفي 4000 شخص بسبب هذا المرض، كما حارب مرض السل الذي كانت الكويت تعاني منه حيث إفتتح مركزًا لعلاجه، وقام بإرسال فريقًا من الأطباء يجوبون البلاد لتوعية الناس عن خطورة المرض. كما قام بإفتتاح مستشفى الصباح والذي يشغل مساحة 407,000 قدم مربع (124,053 متر مربع) وكلف 3.7 مليون دينار كويتي لبنائه. واستمر في منصبه حتى 17 يناير 1962 عندما عين وزيرًا للخارجية وذلك في أول تشكيل حكومي في الكويت.
رئيسًا للوزراء ووليًا للعهد
في 17 يناير 1962 عين وزيرًا للخارجية في الحكومة الكويتية الأولى بعد الاستقلال وإجراء انتخابات المجلس التأسيسي والتي ترأسها الشيخ عبد الله السالم الصباح، وظل في منصبة حتى إجراء انتخابات أول مجلس أمة في الكويت، وبعد إجراء الانتخابات عين رئيسًا لمجلس الوزراء ليشكل أول حكومة في العهد الدستوري، وكان قبلها قد عين وليًا للعهد وذلك في أكتوبر من عام 1962.
ومن الأمور التي قام بها بتلك الفترة عندما أرسلة الشيخ عبد الله السالم الصباح في عام 1963 للقاء أحمد حسن البكر في العراق وذلك لتوقيع اتفاقية تعاون ما بين الكويت والعراق، وأجتمع الوفدان في 4 أكتوبر 1963 وأتفقا على عدد من البنود[3]:
تعترف الجمهورية العراقية باستقلال دولة الكويت وسيادتها التامة بحدودها المبينة بكتاب رئيس وزراء العراق بتاريخ 21 يوليو 1932 والذي وافـق عليه حاكم الكويت بكتابه المؤرخ 10 أغسطس 1932.
تعمل الحكومتان على توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين يحدوهما في ذلك الواجب القومي والمصالح المشتركة والتطلع إلى وحدة عربية شاملة.
تعمل الحكومتان على إقامة تعاون ثقافي وتجاري واقتصادي بين البلدين وعلى تبادل المعلومات الفنية بينهما. وتحقيقا لذلك يتم فورًا تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء.
وقام بالتوقيع على البيان مع أحمد حسن البكر.
توليه الحكم
تولى الحكم في 24 نوفمبر 1965 بعد وفاة الشيخ عبد الله السالم الصباح، وأدى اليمين الدستورية في مجلس الأمة في جلسة خاصة.
أحداث في عهده
إنشاء جامعة الكويت في عام 1966، وكانت تتكون من كليتين هما الآداب والعلوم.
في أبريل من عام 1966 زار مصر في زيارة رسمية واجتمع خلالها مع جمال عبد الناصر لوضع نهاية لحرب اليمن واتفقا على الإجتماع مع الملك فيصل بن عبد العزيز.
في عام 1969 دشن الجزيرة الإصطناعية في ميناء الأحمدي، وفي عام 1976 قام بوضع حجر الأساس لمشروع الغاز في ميناء الأحمدي.
كان آخر من ودع الرئيس جمال عبد الناصر بعد قمة القاهرة في 28 سبتمبر 1970 في المطار وبعدها توفي جمال عبد الناصر .
أمر برسم خطة لمشروع سكني كبير يسع ل4000 وحدة سكنية من قبل وزارة الأشغال العامة، ووافق مجلس الأمة على هذا المشروع في 7 أغسطس 1965. وكان الهدف من هذا المشروع توفير مساكن لطبقت الدخل المحدود، وحين أنجز المشروق سميت المنطقة ضاحية صباح السالم على اسمه.
من مقولاته الشهيرة
أنا وشعبي كل بونا جماعة الدين واحد والهدف أخدم الشعب لو ضاق صدر الشعب ما أستر ساعة أضيق من ضيقة وأستر لو حب
المرض والوفاه
توفي في فجر يوم 31 ديسمبر 1977 بأزمة قلبية، وكان مرضه ووفاته المفاجئه صدمة للجميع، إلا إن صحته لم تكن على ما يرام حيث بدأت في التدهور منذ عدة سنوات. حيث إنه بعد مؤتمر الخرطوم في نهاية أغسطس 1967 غادر الخرطوم إلى باريس لاجراء كشف طبي شامل في المستشفى الأمريكي هناك، حيث كان يشعر بنوع من عدم الراحة، وقد تبين بعد الفحص أنه يعاني من إجهاد في البروستاتا. في نهاية زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة في ديسمبر 1968 بقي بزيارة خاصة لإجراء فحص طبي شامل في مستشفى بثيسيدا الطبي. كما إنه غادر الكويت في يوم الأحد 15 أكتوبر 1972 وتوجه إلى الولايات المتحدة لإجراء فحص طبي شامل في مستشفى بثيسيدا، وأجرى هناك عملية جراحية بسيطة تمت فيها إزالة كيس مخاطي من الجهة الخلفية للبلعوم، وأعلن الديوان الأميري إنه يحتاج إلى فترة نقاهة تستغرق حوالي 20 يوم. وكان تدهور صحته الكبير في عام 1976، وهي سنه يصفها البعض بأنها سنه مرهقة بالنسبة له، حيث لم يكن في مقدوره اتباع الروتين الذي إعتاد عليه طوال حياته وهي قضاء إجازة في الصيف والنقاهة في جبال لبنان وذلك بسبب إندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، وقضى وبدلًا من ذلك إجازة الصيف في منزله الذي كان قد اشتراه في المملكة المتحدة خارج لندن وأسماه قصر الصباحية، لكن إجازته كانت أقصر بكثير من المعتاد، واقتصرت على خمسة أسابيع فقط. حيث إنه قطعها وعاد إلى الكويت بسبب التوترات السياسية المتزايدة التي أفضت إلى الأزمة السياسية والتي أدت إلى استقالة الحكومة، وحل مجلس الأمة وتعليق بعض أجزاء الدستور، وتعيين حكومة جديدة. وقد بدأ التوعك في صحته يظهر بشكل عاجل في يوم 11 نوفمبر 1976، وأدى إلى مغادرته إلى لندن من أجل الراحة والعلاج الطبي الضروري لفترة كان من المحتمل أن تمتد إلى ثلاثة أسابيع، لكن العلاج وفترة النقاهة اللاحقة امتدت لفترة أطول من ذلك، وتحسنت حالته الصحية وبث تلفزيون الكويت شريطًا تلفزيونيًا مسجلًا لكلمته بمناسبة العيد الوطني السادس عشر في يوم الجمعة 25 فبراير 1977، كما استقبل في مقر إقامته في قصر الصباحية الملك حسين بن طلال ملك الأردن، وكذلك وزير المالية القطري والسفير السوري، كما إنه قام برحلة خاصة لزيارة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود والذي كان يتعافى من عملية في قدمة أجراها في مستشفى ويلنغتون في وسط لندن. وعاد بعد ذلك إلى الكويت في يوم الأربعاء 16 مارس 1977، وكان في استقباله حشد ضخم من ألوف المستقبلين في مطار الكويت الدولي، وغادر بعد ذلك بسيارته إلى قصر المسيلة، منتصف القامة في سيارته الليموزين المكشوفة التي سارت ببطء. وكان قد تم الكشف عن كل تفاصيل مرضه وعلاجه في مؤتمر صحفي خصص للصحافيين الكويتيين عقده في لندن قبل مغادرته مباشرة، وقال فيه
إنه من الطبيعي أن يكون هناك نقص في المعلومات المتعلقة بموضوع صحتي، لكن هذا الأمر من اختصاص الأطباء الذين يقررون صيغة النشرات الطبية
وذكرت التقارير الطبية أنه إستعاد الآن وزنه الطبيعي الذي كان قد تناقص ليصل إلى 52 كيلو غرامًا خلال الأيام الأولى من مرضه نتيجة إصابته بالذبحة الصدرية، والتي اقتضت إدخاله في وحدة العناية المركزة لمدة ثلاثة أيام، وبقاءه مدة 60 يومًا في السرير وفقًا لتعليمات الجراحين، وكان من المفترض أن يخضع إلى عملية جراحية، لكن معنوياته المرتفعة ساعدت جسمه على تقبل العلاج العادي الأمر الذي أدى إلى تأجيل العملية. وبعد عودته غادر الكويت في الإجازة الصيفية في شهر مايو 1977 إلى المملكة المتحدة وعاد يوم 2 أكتوبر 1977.
وقد توفي في فجر يوم 31 ديسمبر 1977 بعد أن إستيقظ من النوم بعد شعوره بصعوبة في التنفس، وقال لزوجته الشيخة نورية: أم علي أعتقد إنني بحاجة إلى الطبيب، لدي إحساس بالحرقة في داخلي. وبعدها دخل في غيبوبة وتوفي.
وبعد ظهر السبت 31 ديسمبر 1977، نقل جثمانه من قصر المسيلة في مسيرة إمتلأت فيها الشوارع بمئات الآلاف من أهل الكويت، وصولًا إلى مقبرة الصليبيخات.
الحاكم الثالث عشر: جابر الأحمد الصباح
الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح (29 مايو 1926 - 15 يناير 2006)، أمير دولة الكويت الثالث عشر والثالث بعد الاستقلال من المملكة المتحدة. هو الابن الثالث للشيخ أحمد الجابر الصباح من الشيخة بيبي السالم الصباح ابنة حاكم الكويت التاسع الشيخ سالم المبارك الصباح. تلقى تعليمه في المدرسة المباركية والمدرسة الأحمدية. في عام 1949 عينه والده نائبًا له في الأحمدي، وكان المسؤول العام عن المدينة، وفي عام 1959 عينه الشيخ عبد الله السالم الصباح رئيسًا لدائرة المال والأملاك العامة، كما كان رئيسًا لمجلس النقد الكويتي، وقام في 1 أبريل 1961 بإصدار أول عملة في الكويت تحمل توقيعه. وبعد استقلال الكويت في 19 يونيو 1961 وإجراء انتخابات المجلس التأسيسي عين وزيرًا للمالية والصناعة في الحكومة الأولى والتي كانت برئاسة الشيخ عبد الله السالم الصباح. وعندما تولى الشيخ صباح السالم الصباح رئاسة الحكومة أصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وبعد وفاة الشيخ عبد الله السالم وتولي الشيخ صباح السالم الحكم عين في 30 نوفمبر 1965 رئيسًا لمجلس الوزراء، وفي 31 مايو 1966 بويع في مجلس الأمة وليًا للعهد وذلك بعد تزكية الأمير له. وفي 5 يونيو 1967 أصبح حاكمًا عرفيًا للكويت بعد تطبيق الأحكام العرفية، وذلك إلى أن رفعت الأحكام العرفية في 1 يناير 1968. تولى الحكم في 31 ديسمبر 1977 بعد وفاة الشيخ صباح السالم الصباح، وكان صاحب فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي الذي أنشأ في 1981. تعرض في يوم 25 مايو 1985 لمحاولة اغتيال نجا منها، وفي 2 أغسطس 1990 غزت العراق الكويت، فاستخدم كافة الوسائل لتحريرها، وتحقق ذلك في 26 فبراير 1991 بعد حرب الخليج الثانية.
نال شهادة دكتوراه فخرية من قبل جامعة اليابان في 14 أكتوبر 1965. واختير في عام 1995 شخصية العام الخيرية من قبل مؤسسة المتحدون للاعلام والتسويق البريطانية بعد استبيان شارك فيه 5 ملايين عربي.
نشأته
كان لوالده الشيخ أحمد الجابر الصباح دورًا كبيرًا في تنشأته، حيث لم يكن متزمتًا أو منفتحًا، وكان يطبق الشريعة الإسلامية في العديد من الأمور،، وكان والده مهتما بالثقافة والتعليم، عاش في فترة الثلاثينات من القرن العشرين بداية النهضة العلمية والثقافية في الكويت، وإستمد من تجارب والده والشيخ عبد الله السالم الصباح والشيخ صباح السالم الصباح الكثير من الأمور التي ساعدته على الاهتمام بالاقتصاد والسياسة والإدارة.
تعليمه
تلقى تعليمه في المدرسة المباركية والمدرسة الأحمدية، وبعد أن أنهى دراسته في الأحمدية قام والده بجلب أساتذة متخصصين في الدين واللغة العربية وآدابها واللغة الإنجليزية، وبعدها أتاح له والده السفر للعديد من دول العالم ليتعرف على أحوال الشعوب الأخرى.
حياته السياسية
مهامه ومسؤولياته قبل الاستقلال
بداية حياته العملية كانت في عام 1949 عندما عينه والده نائبًا له في مدينة الأحمدي، وبدأ يكتسب المهارات القيادية وبدأ يتعرف على شؤون الحكم والإدارة والسياسة، وكان مسؤولَا عن الأمن العام في المدينة، وكانت له العديد من المهام منها حفظ الأمن والتعامل مع شركات النفط والتخطيط العمراني للمدينة التي تعتبر مختلفة عن مدينة الكويت من حيث المباني والتصاميم.
توليه دائرة المالية
من خلال عمله في الأحمدي تكونت لديه دراية كبيرة بأهمية النفط والاقتصاد، واستمر في هذا العمل لمدة عشرة سنوات حتى عام 1959، وفي عام 1959 قام الشيخ عبد الله السالم الصباح بإسناد مهمة دائرة المال والأملاك العامة للدولة إليه، وكان مسؤولًا أيضا عن مكتب شؤون النفط والإسكان، وبدأت في تلك الفترة تثمين البيوت والأراضي في مدينة الكويت، حيث حرص على تثمين تلك المنازل بأعلى الأثمان حتى يحصل المواطن على أكبر استفادة. وفي 1 أبريل 1961 أصدرت الكويت أول عملة رسمية لها، وكانت العملة تحمل صورة الشيخ عبد الله السالم الصباح وبعض معالم الكويت، وكانت تحتوي على توقيعه حيث كان يشغل منصب رئيس مجلس النقد.
الاستقلال وما تلاه
عند حدوث الأزمة بين الكويت وعبد الكريم قاسم تم إيفاده على رأس وفد لكي يشرح للدول العربية الموقف الحاصل بين الكويت والعراق، وكان الوفد يضم نصف اليوسف وعبد الحميد الصانع وعبد العزيز حمد الصقر ويوسف إبراهيم الغانم وعبد العزيز الصرعاوي، وقد قام الوفد بزياره السعودية ومصر والسودان والمغرب ولبنان وتونس وليبيا، وقد أدت هذه الزيارات إلى قبول الكويت عضوًا في الجامعة العربية ثم في الأمم المتحدة.
وزيرًا للمالية
وبعد حصول الكويت على الاستقلال في 19 يونيو 1961 وصدور الرغبه بوضع دستور للكويت، تم إجراء انتخابات المجلس التأسيسي والمناط به وضع الدستور، وتم بعده تشكيل أول حكومة في الكويت برئاسة الأمير الشيخ عبد الله السالم الصباح تم اختياره فيها ليكون وزير للمالية والصناعة وبعدها ضمت إليه وزارة التجارة، وفي 28 يناير 1963 وفي أول حكومة شكلها الشيخ صباح السالم الصباح بعد إجراء انتخابات أول مجلس أمة في الكويت عين نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للمالية والصناعة، وفي الحكومة الثالثة التي تشكلت في 6 ديسمبر 1964 تم تعيينه وزيرًا للمالية والصناعة مع بقائه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وفي الحكومة الرابعة التي تشكلت في 3 يناير 1965 استمر في منصبه كوزير للمالية والصناعة مع إضافة وزارة التجارة إليه.
ومن أهم إنجازاته في شؤون النفط تأسيس ميناء الشويخ وتشغيل معمل تقطير مياه البحر وأول محطة لتكرير المياه وإنشاء التجارب الزراعية، وتأسيس شركة البترول الوطنية الكويتية.
رئاسة الوزراء وولاية العهد
بعد وفاة الشيخ عبد الله السالم الصباح في 24 نوفمبر 1965 عينه أمير الكويت الجديد الشيخ صباح السالم الصباح رئيسًا لمجلس الوزراء وذلك في في 30 نوفمبر 1965، وفي 31 مايو 1966 عينه الشيخ صباح السالم الصباح وليًا للعهد وذلك بعد مبايعة مجلس الأمة له بعد تزكية الأمير[3]، وأصدرت الكويت ثلاثة طوابع تذكارية إحتفالا بهذه المناسبة في 11 ديسمبر 1966، وكان الشيخ صباح السالم يهيئه لاستلام الإمارة من بعده حيث ترك له متابعة القضايا اليومية الداخلية،واستمر في تشكيل الحكومات كرئيس لمجلس الوزراء، ففي 4 فبراير 1967 شكل الحكومة السادسة للكويت،وفي 5 يونيو1967 وبسبب حرب يونيو أعلنت الأحكام العرفية فأصبح حاكمًا عرفيًا، وبتاريخ 17 يوليو 1967 صدر مرسوم بالاستمرار بالأحكام العرفية لمدة أقصاها ثلاثة أشهر من 18 يوليو 1967 وحتى 25 سبتمبر 1967، وتم تجديد الأحكام العرفية في 10 أكتوبر 1967 إلى أن رفعت في 1 يناير 1968، وفي 2 فبراير 1971 شكل الحكومة السابعة للكويت، وفي 9 فبراير 1975 شكل الحكومة الثامنة في الكويت، وفي 6 سبتمبر 1976 شكل الحكومة التاسعة.
توليه الحكم
بعد وفاة الشيخ صباح السالم الصباح في 31 ديسمبر 1977، أصبح أميرًا للكويت، وقام بأداء اليمين الدستورية في اليوم التالي في اجتماع لمجلس الوزراء عقد في قصر المسيلة برئاسة رئيس مجلس الوزراء بالنيابة ووزير الإعلام الشيخ جابر العلي الصباح وذلك لأن مجلس الأمة الكويتي كان منحل في ذلك الوقت، وبعد توليه الحكم أصدر أول مرسوم له زكى فيه الشيخ سعد العبد الله الصباح لمنصب ولي العهد وذلك في 31 يناير 1978، وكانت تزكيته للشيخ سعد بعد أن إنحصر الاختيار بين ثلاثة مرشحين كان هم الشيخ سعد والشيخ صباح الأحمد والشيخ جابر العلي، لكن صباح الأحمد تنازل للشيخ سعد وتبعه بذلك جميع أفراد الأسرة الحاكمة في تزكته ليكون وليًا للعهد، وقام مجلس الوزراء بمبايعة الشيخ سعد في 18 فبراير 1978 وذلك بعد يومين من تشكيله وبناء على تزكته.
وبعد اختيار الشيخ سعد العبد الله الصباح وليًا للعهد، كان الشيخ جابر العلي يأمل بأن يتم اختياره كرئيس لمجلس الوزراء، ولكن وضعه في عزلة بين أفراد أسرة الصباح وبين شرائح كبيرة من العائلات الكويتية جعل اختياره لهذا المنصب صعبًا، مما أدى إلى اختيار الشيخ سعد رئيسًا لمجلس الوزراء وذلك في تاريخ 8 فبراير 1978، وقد قام بتعين الشيخ سعد في هذا المنصب لمدة 25 سنة، إلى أن قام في 13 يوليو 2003 بتعيين الشيخ صباح الأحمد الصباح رئيسًا لمجلس الوزراء بعد تنازل الشيخ سعد عن المنصب بداعي المرض.
وكانت دولة الكويت قد أصدرت ثمانية طوابع في 28 يونيو 1978 وذلك احتفالًا بتوليه مقاليد الحكم.
من أعماله في فترة الحكم
في عام 1979 دشن مشروع الغاز في منطقة الأحمدي. وفي عام 1980 أمر بإنشاء مرصد فلكي في الكويت، وتم الانتهاء منه في عام 1986 وسمي مرصد العجيري الفلكي تكريما للفلكي الكويتي صالح العجيري.
وقام بإعادة الحياة النيابية في الكويت في عام 1981 بعد أن تم تقسيم الدوائر الانتخابية من 10 دوائر إلى 25 دائرة انتخابية، وقد استمر مجلس الأمة الكويتي 1981 إلى عام 1985، وبعدها تمت انتخابات مجلس الأمة الكويتي لعام 1985، وفي يوم 3 يوليو 1986 تم حله وذلك بسبب المواجهات التي حدثت بين المجلس الحكومة، وبعد الحل تم تعطيل بعض مواد الدستور، وقد اعترض عدد من النواب الذي كانوا في المجلس على ذلك، وفي الفترة من العام 1989 وحتى 1990 تم تنظيم ما يعرف باجتماعات دواوين الأثنين، وهي اجتماعات كانت تضم 26 نائب من نواب مجلس الأمة الكويتي 1985 في دواوين مختلفة، وقد كان هدف هذه الدواوين أن يتم الرجوع إلى دستور عام 1962 وإعادة الحياة النيابية مرة أخرى في الكويت، وقد حدثت مصادمات كبيرة بين الجماهير التي كانت تحضر إلى تلك الدواوين والشرطة الكويتية، وقد حدثت مداهمات لبعض تلك الدواوين، ولم تتوقف هذه الحركة إلى بعد أن قام بإلقاء خطاب دعى فيه إلى الحوار الوطني، وتم تأسيس بعد ذلك المجلس الوطني، الذي قاطعه النواب بحجة عدم دستوريته، ولم تتوقف الإعتراضات إلا عندما انعقد المؤتمر الشعبي الكويتي والذي عقد في جدة بالمملكة العربية السعودية من 13 أكتوبر وحتى 15 أكتوبر 1990 أثناء الغزو العراقي للكويت، حيث وعدت الحكومة بعودة الحياة النيابية مرة أخرى.
العلاقات الخارجية
قام بالعديد من الرحلات لتوطيد العلاقات مع دول العالم، وكان يوازن خلال الحرب الباردة في زياراته، فكان يزور دول الكتلة الشرقية ودول الكتلة الغربية، وكانت الكويت الدولة الخليجية الأولى التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي، ولم تتأثر علاقة الكويت والاتحاد السوفيتي بعد إدانة الكويت للغزو السوفيتي لأفغانستان، وكذلك كانت للكويت علاقات مع الصين واعتراف الكويت بالصين. وبعد إنشاء مجلس التعاون الخليجي ترددت شائعات في الكتلة الشرقية بأن هذا المجلس سيكون منحازًا لأحد الطرفين، فقام بزيارة دولة من حلف الناتو هي تركيا وثلاثة دول من حلف وارسو هي رومانيا والمجر وبلغاريا واختتم رحلته بزيارة يوغوسلافيا العضو في البازر في حركة عدم الانحياز، وقام خلال هذه الزيارة بشرح أهداف مجلس التعاون الخليجي.كما أنه كان يحاول إصلاح حال اليمن بعد حرب اليمن، فقام بالاجتماع مع علي عبد الله صالح وعبد الفتاح إسماعيل في 30 مارس 1979 في الكويت لتحقيق الوحدة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي، وفي عام 1981 زار شطري اليمن للأطلاع على الأوضاع فيهما.وفي فترة غزو العراق للكويت في عام 1990 استطاع بأن يجمع العديد من الآراء المؤيدة للكويت، وأقنع العديد من الدول والشعوب بضرورة استعادة الكويت، وقد زار الصين والولايات المتحدة لإيضاح قضية بلاده.وفي المؤتمر الشعبي الكويتي المنعقد في جدة في أكتوبر 1990، أعلن بأن موقف القيادة الفلسطينية لن يؤثر في تضامن الشعب الكويتي مع الشعب الفلسطيني، والأمر مثله للشعب العراقي والشعب الكويتي.
مجلس التعاون الخليجي
في 16 مايو 1976 زار دولة الإمارات العربية المتحدة لعقد مباحثات مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حول إنشاء مجلس التعاون الخليجي، واقترح فكرة إنشاء هذا المجلس، فلقد خطط ونفذ هذا المشروع لإحساسه بوجوب سد النقص الذي خلفته المملكة المتحدة بعد خروجها من الخليج،وكان قد اقترح إنشاء المجلس في قمة للجامعة العربية في الأردن في عمّان في نوفمبر 1980، وفي عام 1996 اقترح إنشاء مجلس شعبي إستشاري لدول مجلس التعاون الخليجي وذلك في القمة السابعة عشر في الدوحة يتكون من ثلاثين عضو بمعدل خمس أشخاص للدولة الواحدة.
أهم أعماله وإنجازاته
انجازاته الإجتماعية
ساعد المجتمع الكويتي في العديد من النواحي، حيث أقر العديد من المراسيم الأميرية لمعالجة مشاكله، ومنها مساعدة الأيتام ومجهولي الوالدين وإقرار منحة الزواج وبدل السكن ومساعدة الزوجة المتزوجة من غير الكويتي وإرسال الطلبة للدراسة على نفقته الخاصة وإرسال المرضى للعلاج على نفقته، كما طالب كثيرًا بعودة الأسرى الكويتيين بعد حرب الخليج الثانية، ومنها في كلمته التي ألقاها في 26 سبتمبر 1991 في الأمم المتحدة، وأصدر أمرا بإنشاء المكتب التنفيذي لشؤون الأسرى والمفقودين واللجنة الوطنية لشؤون الأسرى ومكتب الشهيد الذي أسس في أغسطس 1991 لتكريم أسر الشهداء، وقام بإنشاء التأمينات الاجتماعية لتأمين العيش الكريم لمن هم في سن الشيخوخة.كما قام بإنشاء صندوق احتياطي الأجيال القادمة، وهو صندوق لتجميع المال من عوائد النفط، وهو لحفظ استقرار الأجيال القادمة ماديًا حيث أن عمر النفط محدود ومن حق الأجيال القادمة أخذ نصيبها منه، ويقتطع الصندوق 10% من إيرادات الدولة العامة لاستثمارها في مشاريع داخلية وخارجية استفاد منها الشعب الكويتي أثناء حرب الخليج الثانية.
في أول خطاب له بعد حرب الخليج الثانية في 17 أبريل 1991 أشاد بالمرأة الكويتية، وقد وعد في هذا الخطاب بدراسة مشروع إعطاء المرأة الحقوق السياسية، وأصدر في 16 مايو 1999 مرسوما أميريًا يقضي بإعطاء المرأة حقوقها السياسية لكي تصوت في انتخابات عام 2003، ولكنه رُفض من قبل مجلس الأمة الكويتي، ولم تنل حقوقها إلا في 16 مايو 2005، وفي 12 يونيو 2005 تم تعيين أول امرأة كوزيره في الكويت وهي الدكتورة معصومة المبارك والتي عينت وزيره للتخطيط والتنمية.
كما كان مهتما بالرياضة بشكل كبير، وكان يستقبل الرياضيين بعد كل فوز يحققونه، وقد دعم بطولة كأس الأمير في كرة القدم، ودعا إلى إعادة رحلات الغوص التي أصبحت تقام كل عام، وكان أول أمير يحضر إلى المباراة النهائية في بطولة كأس الأمير، وذلك في بطولة موسم 1993/1994.
وكان صاحب فكرة إنشاء شركة المشروعات السياحية للاهتمام بقطاع السياحة في الكويت. وكان يحرص على تبادل الزيارات مع الشعب الكويتي في المناسبات العامة.
الشيخ جابر الأحمد الصباح في افتتاح صندوق الكويت للتنمية.
وقد قام بالمبادرة بإنشاء مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجوائزها لتشجيع البحث العلمي في الكويت في عام 1976،، وتبرّع بمبلغ ربع مليون دولار أمريكي لترميم بيت ديكسون للمحافظة على التراث الكويتي القديم، وافتتح المركز العلمي الكويتي في 17 أبريل 2000 برفقة الرئيس اللبناني إميل لحود، وقام بإنشاء العديد من مشاريع البنى التحتية الثقافية مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمتحف الوطني الكويتي ومتحف الفن الحديث ووضع حجر الأساس للمبنى الجديد للمكتبة الوطنية. كما قام بإلغاء جميع الديون المستحقة على الكويتيين بعد حرب الخليج الثانية.
إنجازاته الاقتصادية
كان صاحب فكرة إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والذي أنشأ في 31 ديسمبر 1961، وكان أول رئيس مجلس إدارة له.
كما طالب بأن تسقط فوائد الديون المستحقة على الدول الفقيرة وتخفيض هذه الديون على الدول الأشد فقرًا، وكان يهدف من هذا الأمر إلى تقريب الفجوة بين الأغنياء والفقراء أو الشمال والجنوب، وكانت هذه المبادرة في 28 سبتمبر 1988 في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكانت المغرب من الدول التي استفادت من هذه المبادرة التي أسقطت 62 مليون دينار كويتي من ديونها.
محاولة الاغتيال
في يوم 25 مايو 1985 تعرض لمحاولة اغتيال باءت بالفشل عندما كان في طريقة للذهاب إلى مكتبه في قصر السيف، وكانت هذه المحاولة عن طريق سيارة مفخخة، وقتل في تلك العملية اثنين من مرافقيه، وقد ألقى كلمة بعد هذه المحاولة وقال فيها:
إن عمر جابر الأحمد مهما طال الزمن هو عمر إنسان يطول أو يقصر ولكن الأبقى هو عمر الكويت والأهم هو بقاء الكويت والأعظم هو سلامة الكويت.
ويعتقد بأن سبب هذه المحاولة لاغتياله هو موقف الكويت من حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق، حيث أيدت الكويت العراق في الحرب، وكانت المحاولة من مناصري إيران في الحرب، ونفذ العملية عضو في حزب الدعوة الإسلامية العراقي، وهو "جمال جعفر علي الإبراهيمي" المعروف باسم "مهدي المهندس"، واتهمت الكويت إيران بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.
غزو العراق للكويت مقال تفصيلي :الغزو العراقي للكويت
عندما حدث الغزو العراقي للكويت أراد الشيخ سعد العبد الله الصباح المحافظة على الشرعية الكويتية المتمثلة في أمير البلاد، فذهب إلى قصر دسمان مقر إقامه الأمير وأصر عليه بأن يخرج من الكويت بالرغم من رغبه الأمير في البقاء مع شعبه، وأتاحت السياسة المتزنة التي كان يتبعها الشيخ جابر تعاطف أغلب دول العالم مع الكويت بعد الغزو العراقي في عام 1990، وحتى الاتحاد السوفيتي الذي كان يعد حليفا للعراق وكان مرتبطًا باتفاقية تعاون وصداقة معه، وتم عقد العديد من المؤتمرات منها مؤتمر القمة العربية الذي عقد في مصر في 10 أغسطس 1990، ومؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة والجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والأربعين، وقام بالاجتماع مع الدول الخمسة الدائمة العضوية (الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتي، المملكة المتحدة، فرنسا، وجمهورية الصين الشعبية) وعدد من الدول الصديقة لشرح قضية الكويت، واتخذت الحكومة الكويتية من الطائف في السعودية مقرًا لها، وعندما وصل إلى الطائف قطع كل الشكوك بشأن سلامته، وخطب بالشعب الكويتي يحثهم على المقاومة من أجل تحرير الكويت، وكان يطالب الشعب الكويتي في الكويت بالصمود في وجه الجيش العراقي، وكانت الخطبة في يوم 3 أغسطس 1990.
أعلن الأحكام العرفية بعد تحرير الكويت في فبراير 1991 لمدة ثلاثة أشهر، وعين الشيخ سعد العبد الله الصباح حاكمًا عرفيًا.
عاد إلى الكويت في 14 مارس 1991 على متن الطائرة بوبيان التابعة للخطوط الجوية الكويتية بعد انتهاء حرب الخليج الثانية، وعند نزوله إلى أرض الكويت سجد شكرًا لله على عودة الكويت.
وفي يوم 6 نوفمبر 1991 قام بإطفاء البئر المشتعل الأخير، وهو برقان 118، في احتفال شعبي ضم أكثر من 800 شخصية عالمية وعربية وكويتية.
بعد انتهاء حرب الخليج الثانية، طالب بإطلاق الأسرى الكويتيين الموجودين في العراق، وقام بعدد من الزيارات إلى عدد من دول العالم لشرح القضية، وقد اصطحب معه في تلك الزيارات بعض أبناء الأسرى.
مرضه ووفاته
عانى من بعض المشاكل الصحية في السنوات الأخيرة له، وقد سافر إلى خارج الكويت لتلقي العلاج عدد من المرات، ففي 21 سبتمبر 2001 تعرض لوعكة صحية غادر على إثرها الكويت متوجها إلى المملكة المتحدة، وعاد في 15 يناير 2002 إلى الكويت بعد غياب بلغ 117 يوما خارج البلاد، وهي ثاني أكثر فترة يغيب فيها عن الكويت، حيث غاب في أثناء الغزو العراقي للكويت 225 يوم منذ 2 أغسطس 1990 وحتى 14 مارس 1991، وأجريت له عملية جراحية في العين بتاريخ 12 أغسطس 2002، وفي يوم 23 مايو 2005 أجريت له عملية جراحية في قدمه اليسرى بعد أن كشفت الفحوصات عن اتساع في أحد الأوعية فيها، وأجريت هذه العملية في الولايات المتحدة.
توفي في 15 يناير 2006 إثر نزيف في المخ، وقد كان رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الصباح في زيارة خاصة إلى سلطنة عمان قام بقطعها والعودة فورًا، وتم تنكيس الأعلام في الكويت لمدة أربعين يومًا، وأعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام مع إغلاق الدوائر الرسمية، وقامت عدد من الدول بإعلان الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام، حيث أعلنت مملكة البحرين الحداد الرسمي فيها وتنكيس الأعلام لمدة أربعين يومًا وإغلاق الدوائر الرسمية، وأعلنت سلطنة عمان الحداد الرسمي مع تنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام، وكما أعلنت سوريا الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام، وأعلنت مصر الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وتم إعلان الحداد الرسمي في الأردن لمدة أسبوع، وأعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية الحداد الرسمي مع تنكيس الأعلام مدة ثلاثة أيام، وأعلن اليمن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وقام العراق بإعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وأعلنت الجامعة العربية الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وأعلنت الهند الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لمدة يوم واحد، وأعلنت الجزائر الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وأعلنت باكستان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام مع تنكيس الأعلام.
حضر تشييعه عدد من الرؤساء منهم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهد دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ونائب رئيس مجلس وزراء عُمان فهد بن محمود آل سعيد ووزير خارجية الجزائر عبد العزيز بلخادم، وحضر الرئيس المصري محمد حسني مبارك إلى الكويت لتقديم العزاء. وقد دفن في مقبرة الصليبيخات بحضور الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والشيخ سالم العلي السالم الصباح وعدد من رؤساء الدول وجمع من المواطنين الكويتيين.
وحضر ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى الكويت لتقديم العزاء، كما حضر ملك المملكة العربية السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى الكويت لتقديم العزاء.
تأبينه
في 15 يناير 2006 تم إنشاء فريق عمل موسوعة الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في الساعات الأولى من فترة الحداد للأمير الثالث عشر لدولة الكويت "صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح تخليدا لذكراه العطرة ومسيرته الزاخرة بالمواقف والإنجازات المشرفة حتى يكون قدوة لأبناء الوطن والأجيال القادمة"، تحتوي الموسوعة على سجل تعازي لكافة المعزين سواء الذين حضروا للبلاد لتقديم واجب العزاء أو الذين شاركوا بالعزاء من خلال الموقع ذاته لأسرة آل الصباح ولأهالي الكويت كافة، كما قامت إدارة الموسوعة بحملة وطنية بعنوان "مليون رسالة وقصيدة ودعاء" التي تهدف إلى ترجمة مشاعر الحب والوفاء لأمير القلوب، كذلك هنالك حملة أخرى بعنوان "خطها بيدك" لكتابة رسائل الحب للأمير الراحل بخط اليد، وقد بدأت هذه الحملة ابنته الشيخة قيروان حصريًا من خلال موسوعة "جابرنا" وهو عمل وطني واعد، غير مدعوم من أي جهه سياسية أو حكومية يديره نخبة من شباب وشابات الكويت الأوفياء الذين كرسوا وقتهم تطوعا لخدمة وطنهم وتخليد ذكرى الأمير الراحل، وأقيمت عدة محافل تأبين في دولة الكويت وفي جامعة قطر بإشراف عميدة الجامعة د.سهام القرضاوي وترأس الموسوعة نواف غنيم الزيد، وهي من أضخم الموسوعات التي كتبت عن رمز من رموز الكويت.
في يوم 20 يناير 2006 تم تنظيم مسيرة من قبل المعاقين من مقر النادي الكويتي للمعاقين وحتى قصر دسمان، وحضر المسيرة الشيخة شيخة العبد الله الصباح الرئيسة الفخرية للنادي الكويتي للمعاقين وعبد الحميد الحجي محافظ محافظة حولي ورئيس النادي الكويتي للمعاقين مهدي العازمي، وفي نفس اليوم أيضا تم تنظيم مسيرة شعبية تحت اسم "الوفاء لجابر الخير"، وبدأت المسيرة من الجزيرة الخضراء وحتى قصر دسمان، وتم تأبينه في عدد من الحسينيات منها الحسينية الجعفرية، وحضر التأبين الزعيم العراقي مقتدى الصدر ويوسف الزلزلة وعبد الواحد العوضي، وتم تأبينه كذلك في المجلس البلدي في 24 يناير 2006 ووقف الأعضاء دقيقة حداد على روحه، وفي يوم 6 فبراير 2006 أبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الشيخ جابر، ووقف الحضور دقيقة حداد، وقام مجلس الجامعة العربية بتأبينه في جلسة خاصة في 9 فبراير 2006، وتمّ تأبينه كذلك في النبطية في لبنان في 14 فبراير 2006، وقام أعضاء البرلمان الهندي بالوقوف دقيقة صمت حدادًا عليه في 16 فبراير 2006، وأقامت جامعة صنعاء حفل تأبين له في 12 مارس 2006 في قاعة جابر الأحمد بكلية الطب.
تشكلت بعد وفاته لجنة لكتابة أطول رسالة رثاء في العالم من قبل "ألطاف الودعاني" صاحبة الفكرة وبمشاركة 50 متطوعًا تتراوح أعمارهم ما بين 13 إلى 26 سنة، حيث تمكنوا من عمل رسالة طولها 3 آلاف متر في 60 يوم، وقامت الشيخة فريحه الأحمد الجابر الصباح بتكريم هذه اللجنة في مسرح الشامية، ودخلت هذه الرسالة موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول رسالة رثاء في العالم، وقد قام بالمشاركة في كتابة الرسالة مقيمين ومواطنين كويتيون.
وفي يوم 18 يناير 2006 قررت وزارة التربية أن تكون الحصة الأولى من الفصل الدراسي الثاني لسنة 2005/2006 مخصصة لعرض سيرة الشيخ جابر.
الأوسمة التي حصل عليها
وسام نجمة رومانيا في 25 أكتوبر 1999.
الوسام المحمدي المغربي في 22 أكتوبر 2002.
الحاكم الرابع عشر: سعد العبد الله السالم الصباح
الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح (1930 - 13 مايو 2008)، أمير دولة الكويت الرابع عشر، وهو الابن الأكبر لأمير الكويت الحادي عشر الشيخ عبد الله السالم الصباح[1]. تولى حكم الكويت في 15 يناير 2006 وذلك بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح. وقام مجلس الأمة بجلسته المنعقدة بتاريخ 24 يناير 2006 بنقل السلطات الأميرية إلى مجلس الوزراء بسبب أحواله الصحية، وذلك في أقصر مدة للإمارة في تاريخ الكويت.
قام بإنقاذ ياسر عرفات من موت محقق في حوادث أيلول الأسود عام 1970.
منذ 22 أكتوبر 1979 بدأ بلقاء أبناء الشعب في مكتبه في كل يوم أثنين، وكان مساء كل يوم أحد يستقبل الناس في ديوانه في قصر الشعب.
نشأته وتعليمه
بدأ تعليمه في المدرسة المباركية، وكان من زملاء دراسته الشيخ جابر الأحمد والشيخ صباح الأحمد والشيخ جابر العلي والشيخ سالم العلي[1]، وفي عام 1951 تم إيفاده إلى كلية هاندن في بريطانيا لدراسة علوم الشرطة، وبعدها نال دورات متخصصة في شؤون الأمن والشرطة إستغرقت أربعة سنوات، حتى تخرج برتبة ضابط في عام 1954، وكان من زملاؤه في الدراسة أخيه الشيخ خالد وعبد الرزاق مشاري العدواني ومرزوق محمد الغانم ويعقوب يوسف الحميضي وبدر الملا ونجيب الملا وعبد الرزاق يوسف العبد الرزاق[5].
تم إعداده لتحمل الصعاب وحتى يتمكن من أداء المهام المسندة إليه بدراية وحكمة، وكان لوالده الشيخ عبد الله السالم الصباح دور كبير في تلك التنشئة، حيث حرص على متابعة دراسته منذ أن بدأها في الكويت وحتى نهايتها في بريطانيا، وقد حرص على أن يزور الدول الأوروبية والعربية ليختلط مع ثقافات أخرى[6]، وكان والده الشيخ عبد الله السالم الصباح هو الذي علمه أصول القيادة السياسية[7].
[عدل]عمله في دائرة الشرطة
في عام 1949 عمل في دائرة الشرطة، وقد تولى دائرة الشرطة والأمن العام.
بعد الاستقلال
في 17 يناير 1962 عين وزيرًا للداخلية وذلك في أول حكومة تشكل في الكويت، وقام بإصدار العديد من القرارات التي حافظت على أمن الكويت ومن أبرزها تشكيل لجان الدفاع المدني لحماية المنشآت الحيوية والصناعية وتنظيم الإقامة للوافدين وحماية الحدود البرية والبحرية من المتسللين.
عضوية المجلس التأسيسي
أصبح عضوًا في المجلس التأسيسي المناط بوضع الدستور وذلك كونه عضوًا في الحكومة، كما كان عضوًا في لجنة إعداد الدستور، وقد ضمت هذه اللجنة كل من رئيس المجلس التأسيسي عبد اللطيف محمد الغانم وحمود الزيد الخالد ويعقوب يوسف الحميضي وسعود عبد العزيز العبد الرزاق، وخلال عضويته في المجلس التأسيسي لم يتغيب إلا عن جلسة واحدة فقط.
وزيرًا للداخلية ووزيرًا للدفاع
عين وزيرًا للداخلية ووزيرًا للدفاع في ثالث حكومة في الكويت (والثانية بعد وضع الدستور) والتي شكلت في 6 ديسمبر 1964، وظل يتولى مسئوليه الوزارتين حتى تولية رئاسة الوزراء.
رئاسة الوزراء وولاية العهد
ظل رئيسًا للسلطة التنفيذية لمدة خمسة وعشرين سنة، حيث تسلم رئاسة الوزراء بالفترة من 16 فبراير 1978 وحتى 13 يوليو 2003، وقد قام خلال تلك الفترة بتشكيل عشرة وزارات متعاقبة، وكان بحكم منصبه رئيس المجلس الأعلى للدفاع، ورئيس مجلس الخدمة المدنية، ورئيس المجلس الأعلى للإسكان، ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ورئيس مجلس الأمن الوطني، ورئيس المجلس الأعلى للتخطيط، وقد واجه خلال تلك الفترة عدد كبير من المشاكل الاجتماعية منها الإسكان والتجنيس والتوظيف والضمان الإجتماعي، ومن أبرز المشاكل الاقتصادية التي واجهها أزمة المناخ، وقد أدت الأزمة إلى بعض الآثار منها تآكل العائد النفطي نتيجة هبوط أسعار النفط، وأدت أيضًا إلى إفلاس عدد كبير من التجار ورجال الأعمال البارزين، لكنه قام بتعويضهم عن خسائرهم، وقد شهدت الكويت بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران وبداية حرب الخليج الأولى عدد من الأحداث الإرهابية، حيث اختطفت بعض الطائرات وتعرض بعض المنشآت الحيوية للتفجير، وتمت محاولة إغتيال الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح في 25 مايو 1985 أثناء توجه إلى قصر السيف.
وخلال فترة توليه رئاسة السلطة التنفيذية أحاط نفسه بنخبة من المثقفين الكويتيين مثل عبد العزيز حسين وفهد الدويري وعبد الرزاق البصير.
ولاية العهد
في 31 يناير 1978 أصدر الشيخ جابر الأحمد الصباح مرسوم زكاه فيه لمنصب ولي العهد، ووافق مجلس الوزراء على مبايعته وليًا للعهد في 18 فبراير 1978 وذلك بعد يومين من تشكيله وذلك بناء على تزكية الأمير. وقد تم اختياره من بين ثلاثة أشخاص مرشحين لهذا المنصب وهم بالإضافه إليه صباح الأحمد الصباح وجابر العلي الصباح، وقام الشيخ صباح الأحمد بالتنازل لمصلحته فقامت أسرة الصباح بتزكيته وليًا للعهد.
من إنجازاته
قام بإنشاء مؤسسة البترول الكويتية وذلك للمحافظة على الثروة القومية.
غزو العراق للكويت
مقال تفصيلي :الغزو العراقي للكويت
قبل الغزو العراقي للكويت عقدت مباحثات ثنائية بين الكويت والعراق في مدينة جدة السعودية في 31 يوليو 1990، وكان يمثل الطرف العراقي عزة الدوري، بينما كان هو ممثل الكويت، وكانت المباحثات برعاية الملك فهد بن عبد العزيز، ولكن المباحثات تعرقلت[21].
وفي يوم 2 أغسطس 1990 كان متابع للمعارك من غرفة العمليات العسكرية في وزارة الدفاع، ولما رأى كثافة القوات العراقية وتوجهها إلى العاصمة، أدرك أن الهدف ليس مجرد احتلال الكويت ولكن الهدف كان القبض على الأمير وتصفية الرموز السياسية الكويتية، فقام بإتخاذ قرار إخراج الأمير من الكويت حالًا، وذهب إلى قصر دسمان لإقناعه بالخروج وأقنعه بذلك بالرغم من أن الأمير كان يفضل البقاء في الكويت مع الشعب.
وقد عاد إلى الكويت بعد انتهاء حرب الخليج الثانية في 4 مارس 1991، وعندما وصل إلى مطار الكويت الدولي قام بأداء صلاة ركعتين شكر لله.
توليه الإمارة وأزمة الحكم
في يوم 15 يناير 2006 أصبح أميرًا على الكويت بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح وذلك بعد أن اجتمع مجلس الوزراء وأعلنه أميرًا للكويت وفقا للمادة 4 من القانون 4 لسنة 1964 بشأن أحكام توارث الإمارة، وقد طلب عقد جلسة لمجلس الأمة لأداء اليمين الدستورية أمامه في 22 يناير 2006، وبعدها طلب أداء اليمين الدستورية في جلسة أخرى في يوم 24 يناير 2006 بعد أن استقبل رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي الصباح ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي في قصر الشعب، وكان مجلس الوزراء قد أعد تقرير يبين مدى تدهور صحته وإن هذا التدهور سيمنعه من أداء مهمته كأمير، ولكن ظروفه الصحية لم تكون مواتيه على تحمله تبعات الحكم والإمارة. وحسب الدستور عقد مجلس الأمة جلسة سرية في 24 يناير 2006 عرضت خلالها الحكومة التقارير الصحية لحالته والتي تمنعه من مزاولة الحكم، وقرر بالإجماع نقل السلطات الأميرية إلى مجلس الوزراء بسبب أحواله الصحية، وعقب تصويت مجلس الأمة على قرار نقل السلطات الأميرية إلى مجلس الوزراء وصل إلى المجلس كتاب تنازله عن الحكم والذي كان اتفق على إرساله إلى المجلس بين رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد ورئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي، إلا إنه تأخر بالوصول مما جعل المجلس يصوت على نقل السلطات الأميرية[2].
مرضه ووفاته
كانت صحته ليست على ما يرام، ففي أبريل 1997 تعرض إلى نزيف حاد مما استدعى إلى تدخل جراحي بواسطة فريق طبي كويتي، ثم سافر إلى المملكة المتحدة ليقوم ببعض الفحوصات، وفي يوم 12 أكتوبر 1997 عاد إلى الكويت وسط استقبال شعبي كبير، وظل يعاني من تبعات هذا المرض إلى أن أدى إلى تدهور حالته الصحية. وتوفي في يوم 13 مايو 2008 في مقر سكنه في قصر الشعب، وتم دفنه في مقبرة الصليبيخات، وتم إعلان الحداد الرسمي في الكويت، كما أعلنت البحرين الحداد.
وقام المرشحون لانتخابات مجلس الأمة 2008 بايقاف الحملات الانتخابية حدادًا. قد تلقت الكويت العديد من برقيات التعزية بوفاته، وقد زار الكويت عدد كبير من الرؤساء لتقديم التعازي ومنهم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة كما زار رئيس وزراء الأردن نادر الذهبي سفارة الكويت في الأردن لتقديم التعازي.
في يوم 30 نوفمبر 2008 أعلنت جامعة الكويت عن تنظيمها أصبوحة شعرية لتعديد مآثره وذلك في يوم 2 ديسمبر 2008.
الحاكم الخامس عشر: صباح الأحمد الجابر الصباح
الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (17 يونيو 1929 -)، أمير دولة الكويت الخامس عشر. تولى مقاليد الحكم في 29 يناير 2006 وذلك بعد قيام مجلس الأمة بجلسته المنعقدة بتاريخ 24 يناير 2006 بنقل سلطات الأمير سعد العبد الله السالم الصباح إلى مجلس الوزراء بسبب أحواله الصحية، وتزكية مجلس الوزراء له بعد نقل السلطات الأميرية إليه، ومبايعه أعضاء مجلس الأمة بالإجماع له في جلسته الخاصة المنعقدة في 29 يناير 2006. وهو الابن الرابع من الأبناء الذكور للشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر من زوجته منيرة عثمان السعيد العيار.
نشأته
تلقى تعليمه في المدرسة المباركية، وقام والده الشيخ أحمد الجابر الصباح بإيفاده إلى بعض الدول للدراسة وإكتساب الخبرات والمهارات السياسية وللتعرف على عدد من الدول الأوروبية والآسيوية.
في عام 1954 عين عضوًا في اللجنة التنفيذية العليا، وفي عام 1955 عين رئيسًا لدائرة الشؤون الإجتماعية والعمل ودائرة المطبوعات والنشر، وفي عام 1956 كان عضوًا في الهيئة التنظيمية للمجلس الأعلى الذي كان يساعد الحاكم آن ذاك.
وبعد الاستقلال تم في 17 يناير 1962 تشكيل أول مجلس وزراء في الكويت والذي ترأسه أمير الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح وذلك بعد إجراء انتخابات المجلس التأسيسي عين فيه وزيرًا للإرشاد والأنباء (الإعلام بالوقت الحالي). وفي 28 يناير 1963 وبعد إجراء انتخابات مجلس الأمة الأول عين وزيرًا للخارجية، وإستمر وزيراً للخارجية حتى 20 أبريل 1991، وقد شغل في تلك الفترة بالإضافة إلى وزارة الخارجية وزارات أخرى بالوكالة، حيث في الفترة ما بين 29 ديسمبر 1963 وحتى 13 مارس 1964 كان وزيرًا للإرشاد والأنباء بالوكالة، وفي الفترة ما بين 2 فبراير 1971 وحتى 3 فبراير 1975 كان وزيرًا للإعلام بالوكالة، وفي الفترة من 4 مارس 1981 وحتى 9 فبراير 1982 كان وزيرًا للإعلام بالوكالة، وبعد ذلك التاريخ عين وزيرًا للإعلام بالإضافة لكونة وزيرًا للخارجية، وفي الفترة من 16 فبراير 1978 وحتى 18 مارس 1978 عين وزيرًا للداخلية بالوكالة، وكان قد عين في 16 فبراير 1978 نائبًا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى كونه ووزيرًا للخارجية، وإستمر في هذا المنصب حتى 20 أبريل 1991. وفي 20 أبريل 1991 خرج للمرة الأولى من الوزارة منذ استقلال الكويت، إلا إنه عاد بتاريخ 18 أكتوبر 1992 إلى الوزارة مرة أخرى حيث عين نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للخارجية ، وظل في هذه المناصب حتى عام 2003 عندما عين رئيسًا للوزراء.
فصول من فترة عمله السياسي
في 19 يوليو 1954 أصدر الشيخ عبد الله السالم الصباح أمرًا بتعيينه عضوًا في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها تنظيم مصالح الحكومة والدوائر الرسمية ووضع خطط عملها ومتابعة التخطيط فيها، وبعد انتهاء هذه اللجنة من عملها تم تعيينه رئيسًا لدائرة الشؤون الإجتماعية والعمل عام 1955، وفي عام 1957 أضيفت إليه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر.
وفي فترة توليه دائرة الشؤون الإجتماعية والعمل كان يبدي اهتماما بالمشاريع الإجتماعية، حيث كان يؤيد وضع القواعد التنظيمية من أجل إفساح فرص العمل الملائم للمواطنين وكان يساعد على استقرار العلاقة بين العمال وأصحاب العمل وتنظيم الهجرات الأجنبية التي تدفقت على الكويت بعد استخراج النفط واستحداث مراكز التدريب الفني والمهني للفتيات ورعاية الطفولة والأمومة وتشجيع قيام الجمعيات النسائية ورعاية الشباب وإعداده نفسيًا واجتماعيًا وبدنيًا والعناية بالمسرح وإنشاء الأندية الرياضية وإنشاء مراكز لرعاية الفنون الشعبية، وخلال عمله في إدارة المطبوعات والنشر عمل عدة أمور، حيث في عهده تم إصدار الجريدة الرسمية للكويت تحت اسم "الكويت اليوم" لتسجيل كافة الوقائع الرسمية، وتم إنشاء مطبعة الحكومة وذلك لتلبية إحتياجات الحكومة من المطبوعات وإصدار مجلة العربي وإحياء التراث العربي وإعادة نشر الكتب والمخطوطات القديمة وتشكيل لجنة خاصة لمشروع كتابة تاريخ الكويت وإصدار قانون المطبوعات والنشر الذي شجع الصحافة السياسية وكفل حريتها في حدود القانون.
وبعد استقلال دولة الكويت في 19 يونيو 1961 تم تشكيل الحكومة الأولى وحولت الدوائر إلى وزارات وعين فيها وزيرًا للإرشاد والأنباء، كما كان عضواً في المجلس التأسيسي الذي كلف بوضع الدستور وذلك كونه عضوًا بالحكومة. وخلال توليه وزارة الإرشاد والأنباء ساهم في تطوير عدد من وسائل الإعلام، فكانت الوزارة تضم دار الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح والسياحة إلى جانب أقسام الرقابة على النشر، وهي الإدارات التي ساهمت في دحض الإفتراءات على الكويت أثناء الأزمة مع عبد الكريم قاسم بعد الاستقلال.
أثناء حضوره عرض عسكري
وبعد أن عين وزيرًا للخارجية ورئيسًا للجنة الدائمة لمساعدات الخليج العربي بعام 1963، وبحكم منصبه كوزير أصبح عضوًا في مجلس الأمة، وكان خلال هذه الفترة يترأس نادي المعلمين الكويتي[15]. وهو أول من رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة بعد قبولها انضمام الكويت في 11 مايو 1963.
ومن خلال توليه منصب وزير الخارجية ورئيس اللجنة الدائمة لمساعدات الخليج العربي قام بإعطاء المنح دون مقابل للدول الخليجية، وقد إمتد عمل اللجنة عندما تولى رئاسته إلى اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وسلطنة عمان وجنوب السودان، وأنشأت الكويت مكتباً لها في دبي للإشراف على الخدمات التي تقدمها ومنها الخدمات الإجتماعية والتنموية، وحتى عام 1969 كان للكويت في الإمارات 43 مدرسة وما يقرب 850 مدرس تتولى الكويت دفع رواتبهم بالكامل، وكانت الكويت تصرف على هذه المدراس والوجبات الغذائية التي تقدم فيها، وقد ظلت المقررات الدراسية الكويتية معتمدة في الإمارات لمدة حتى بعد قيام الإتحاد. وعندما عهدت إليه وزارة الإعلام إلى جانب وزارة الخارجية عمل على إنشاء محطة للإرسال الإذاعي في الشارقة وأجل بث الإرسال الإذاعي في جميع الإمارات واهتم بإنشاء محطة إرسال تلفزيوني في دبي. وكان أول اختبار له في السياسة عندما شارك في اللقاء الذي نظمته الأحزاب المتنافسة في اليمن الشمالي الجمهوريون الملكيون مع ممثلي مصر والسعودية لوضع حد للحرب الأهلية، وقد تابع هذا الأمر عندما استؤنفت الإجتماعات في الكويت في أغسطس 1966، وعندما تدهورت العلاقة بين جمهورية اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وبدأت الصدامات بينهم في الحدود المشتركة في عام 1972 قام بزيارة إلى الدولتين في أكتوبر 1972 وأثمرت الزيارة عن توقيع اتفاقية سلام بينهما واتفاقية أخرى للتبادل التجاري، وفي عام 1980 قام بوساطة ناجحة بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية أثمرت عن توقيعهما لاتفاقية خاصة بإعلان المبادئ التي خففت حدة التوتر بينهما إلى أن دعا وزيري خارجية الدولتين إلى الكويت في عام 1984 لإعلان انتهاء الحرب الإعلامية وإحترام حسن الجوار وإقامة علاقات دبلوماسية بينهما.
وكان له دور في تزكية الشيخ سعد العبد الله الصباح لولاية العهد في عام 1978، حيث كان من المرشحين لتولي المنصب مع سعد العبد الله وجابر العلي، لكنه تنازل إلى سعد العبد الله فقامت الأسرة الحاكمة بتزكيته وليًا للعهد على حساب جابر العلي.
توليه رئاسة مجلس الوزراء
في 14 فبراير 2001 قام بتشكيل الحكومة الكويتية بالنيابة عن الشيخ سعد العبد الله الصباح بسبب ظروفه الصحية. وفي 13 يوليو 2003 تم تعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء بعد اعتذار الشيخ سعد عن المنصب لمرضه، وشغل هذا المنصب حتى 24 يناير 2006 عندما نقل مجلس الأمة صلاحيات الحكم إلى مجلس الوزراء بسبب مرض الشيخ سعد الذي كان قد تولى الحكم دستوريًا بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد، وقد اجتمع مجلس الوزراء بعدها وقرر اختياره ليتولى حكم البلاد.
تولي الحكم
تولى الحكم رسميًا في 29 يناير 2006 وذلك بعد مبايعته بالإجماع في مجلس الأمة، وهو أول أمير منذ عام 1965 يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي.
أوسمة وتكريمات حصل عليها
وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى من المملكة العربية السعودية في 2 يوليو 2000.
وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من جمهورية كولومبيا في 10 يوليو 2002.
شهادة الدكتوراة الفخرية في القانون من جامعة جورج واشنطن في 30 يونيو 2005.
قلادة الملك عبد العزيز من المملكة العربية السعودية في 11 مارس 2006.
وسام عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة من مملكة البحرين في 12 مارس 2006.
قلادة الاستقلال من دولة قطر في 12 مارس 2006.
وسام الشيخ زايد من دولة الإمارات العربية المتحدة في 13 مارس 2006.
وسام جوقة الشرف الأكبر من الجمهورية الفرنسية في 1 ديسمبر 2006.
وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الإستثانية برتبة وشاح أكبر من الجمهورية اللبنانية في 20 يناير 2009.
وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لجمهوريات القوقاز في 24 يونيو 2009.
وسام عمان المدني من الدرجة الأولى من سلطنة عمان في 28 ديسمبر 2009.
وسام أمية ذو الوشاح الأكبر من الجمهورية العربية السورية في 16 مايو 2010.
قلادة الحسين بن علي من المملكة الأردنية الهاشمية في 17 مايو 2010.
قلادة الأرز الوطني من الرتبة الاستثنائية من الجمهورية اللبنانية في 18 مايو 2010.
قلادة المحرر سان مارتين من الأرجنتين في 16 يناير 2011.
عائلته
تزوج من الشيخة فتوح السلمان الحمود الصباح (متوفية) ولهم من الأبناء:
الشيخ ناصر (وزير الديوان الأميري).
الشيخ حمد (رجل أعمال).
الشيخ أحمد (توفي صغيرًا).
الشيخة سلوى (توفيت عام 2002).
أماكن سميت باسمه
مدينة صباح الأحمد.
شارع صباح الأحمد الصباح في مدينة القصر بالأردن .
قاعدة صباح الأحمد لخفر السواحل، وهي أكبر قاعدة لخفر السواحل في الشرق الأوسط.
مجمع ميادين صباح الأحمد الأولمبي للرماية.
مركز صباح الأحمد لأمراض القلب في المستشفى الأميري.
مركز صباح الأحمد لرعاية المخترعين والمبتكرين.
مركز صباح الأحمد المالي العالمي.
محمية صباح الأحمد الطبيعية.
مدينة صباح الأحمد البحرية.
كتب عنه
رواد الديمقراطية في الكويت من عام 1929 حتى عام 1996، فيصل أحمد عثمان الحيدر.
سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عزيمة وبناء، مركز البحوث والدراسات الكويتية، 2004 .
صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وقائد مسيرتها، مركز البحوث والدراسات الكويتية، 2006 .
|